Page 177 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 177
175 الملف الثقـافي
أي ًضا حين تشير إلى نجاحها في حقوقه الخاصة التي لا ينبغي في وعينا أ ّي تقدير للاختلاف
أحد ميادين الحياة العملية برغم أن ُتسلب منه بسبب النوع ،ولا وآثاره بين النوعين :الأنثى
ينبغي أن يستردها تحت مظلة
نوعها!! والذكر ،بل تغافلنا عن تواطؤ
-تركيب (بني آدم) ذاته ،ألا المساواة بالذكر. المرأة -على حسب تعبيري-
الأمر يتطلب خطا ًبا جدي ًدا في وانتفاعها بوضعها الراهن إما
يشير إلى ما لا يود البعض
الاعتراف به؟! التعامل مع المرأة. دلا ًل أو مظلوميّة.
حتى في حديثك الكريم السابق أنا لا أضع نتيجة نهائية لحوارنا
-اللغة احتفت بالمذكر في أكثر عن الجنس والغزل منذ العصور
من مناسبة كتذكير الخطاب لو وأسعى لتمهيد طريق الحوار
كان موجها لمليون امرأة وذكر القديمة ،وعن شغف العربي إليها ،بل آمل أن يقودنا النقاش
واحد ،وهناك أمثلة كثيرة أخرى. به ،وعدم تشبعه منه رغم
إلى مشارف الحقيقة.
أكرر في نهاية مقالي حديثي (فتوحاته) المتع ّددة ،فهذا تلبية -وما زلت آمل في مشاركة
عن أن هز ثابت المساواة ليس لغريزة لا حيلة لعرب ّي أو أعجم ّي الأصدقاء المثقفون والصديقات
انتقا ًصا من المرأة بل تلك فيها. المثقفات-
طريقتي في تقديرها تقدي ًرا ينبع الأزمة الحقيقية يمكنني أن من هنا فعقلي لا يستريح إلى
أوجزها في عدة نقاط أود منك
من تمايز نوعها. النقاش حولها ما استطعت إلى تضييق أسباب سلب المرأة
ذلك سبيلا في ظل حوارنا: حقوقها ،وامتهان وضعها
()9 -الخطاب الديني مسؤول أحيا ًنا ،وتبرير ذلك بطبيعة
صديقي الأستاذ/ مسؤولية تضامنية في أزمة العقل العرب ّي الصحراو ّي
الذكور ّي بالإضافة إلى الدين
عمرو الشيخ المرأة لكنه لم يخلقها. كك ّل من وجهة نظرك أو كيفية
-المث ّقف حديثًا يعادل الشاعر تل ّقي خطابه الدين ّي من وجهة
لن أستطيع التصدي لتساؤلاتك
الأخيرة ،دون أن أكم َل فكرتي قدي ًما يلقي المقدمات الغزلية نظري.
التي بدأ ُتها معك في القراءة الممهدة التي توهم بإعلاء المرأة لا أتجاهل تلك العوامل بالطبع،
السابقة ..لماذا لم َيشبع العربي لكنه ربما ..ربما البعض كان لا لكنّني أو ّد أن ألقي حج ًرا في الماء
المسلِم من النساء ،ولماذا لم
َيرت ِو أثناء وبعد فترة الغزو يفكر إلا في (الاعتلاء)! المستقر.
والفتوحات ،وكثر ِة السبي -المرأة غير المحسوبة على لننطلق من فرضيّتي المتواضعة
المثقفات والناشطات تميل دون أ ّنه لا مساواة بالفعل بين نوعين
ومفهوم التعدد والتسري؟ الأمر أن تقصد التنظير إلى فكرة عدم
هنا لا علاقة له بالغريزة ،لكنه الانشغال بالمساواة وترى نفسها متمايزين تمام التمايز.
متعلق بثقافة الجنس ،وبموقفه نو ًعا خا ًّصا له مهام خاصة لماذا ف ّكر البعض فينا في أن
من المرأة وحصر دورها كله في نوعية عن الرجل ،لذلك فهي إنصاف المرأة سيكون بمساواتها
اعتبارها متعة ومطي ًة للركوب! مستفيدة من ذلك الوضع الذي بالرجل؟! ولم يلفت نظر هؤلاء
كان هذا هو السؤال الذي وقف ُت يلائمه بقاؤها في المنزل ،ولو أن تلك النظرة ذاتها عنصرية؛
عنده في القراءة السابقة ،وقل ُت خرجت إلى العمل فهي تخرج لأنها افترضت أ ّن الرجل ذاته
إن شب َعه و ِر ّيه كانا أمر ْين بوصفها أنثى ولا تقبل أي تلميح منزل ٌة أعلى ،وجعلت حلم المرأة
طبيعيين متسق ْين مع الطبيعة بأي مساواة قد تجر عليها ما -وليس الإنسان -أن تبلغها.
الإنسانية ،وحتى مع مفهوم هي في غنى عنه؛ فهي كثي ًرا ولم يلتفت أحد تقريبًا إلى المرأة
الشهوة ،ووقفت عند ظني أن ما تحتمي بنوعها للتخ ّفف من بوصفها امرأة ،أنثى ،نو ٍع آخر
المق ّدس الذي بين يديه كان بعض التكليفات ،وتباهي بنوعها
مستقل.
هذا النوع الآخر المستقل له