Page 187 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 187
لدينا أزمة كبيرة في نقاش الكثير على رقتها وعاطفيتها ،لكنها
من قضايانا وبخاص ٍة ما يتعّلق منها استثناءات تثبت القاعدة ،فالواقع
بالدين ،أو فهم نصوص الدين ،أو
في تصوري أن الرجل أكثر
تعاملنا مع تأويلات السابقين .وما عاطفي ًة وهوائية ومي ًل إلى الرقة،
أدراك ما خطورة شأن أ ّي ساب ٍق في حتى لو انخدعنا في التكوين
أ ّمتنا العربّية وتحدي ًدا فيما يخ ّص الجسماني للجنسين.
الشأن الدين ّي .فغال ًبا ما نفتعل
الاتهام ،ثم ننطلق منقسمين ما كذلك فإن تعبير المرأة عن
شعورها يخدع من يود
بين مؤي ٍد ومعار ٍض في إطاٍر محفو ٍف الانخداع.
بالتصنيف والتخوين وربما التكفير!
تأم ْل معي تعبير امرأة ورجل
()17 علانية ،وظلموها دون مواربة، عن نفس الحزن ،وليكن ف ْقد
صديقي الأستاذ/ وحددوا غر َضهم منها. الأب مث ًل ،ستجد الرجل يكظم
حزنه في نب ٍل وأسى صادق ْين،
عمرو الشيخ الإنصاف يا صديقي ..كيف
يتحقق هذا الإنصاف في ويكتم دموعه ،بينما المرأة
لا بأس أن أتوقف قلي ًل عند سيتراوح تعبيرها -المفتعل
بعض ما أشر َت إليه ،في طرحك ظل مجتمع يتجذر فيه عدم دائ ًما -ح ْسب بيئتها ومنسوب
السابق ،لنتبيّن آثار ما نتحاور الإنصاف ،ويغيب عنه العلم ثقافتها ،فهناك َمن ستشق
حوله ،إذ أخشى أن يكون أحدنا ملابسها وتهيل التراب ،وهناك
غيا ًبا تا ًّما؟ َمن ستبكي في أدا ٍء دراماتيكي،
في وا ٍد ب ْينا الآخر في وا ٍد ثا ٍن لا تن َس يا صديقي أن الحرية وتتمايل مه ّوم ًة برأسها ،وهناك
بعيد! َمن ستفترش الأر َض مصدومة،
المؤطرة والمق ّطرة أي ًضا في وهناك َمن ستتثاقل في مشيتها
أنت تتفضل بالقول: مجتمعاتنا تم التواطؤ بيننا وتنظر شارد ًة إلى لا شيء ،لكنها
«نعم يا صديقي هناك فوارق. جمي ًعا -رجا ًل ونسا ًء -على لن تبلغ حز َن الرجال في أي
نعم ولا أستحي ِمن أن أعلن قمع المرأة فيها .فكيف نحقق
الإنصاف؟ ومن أين نبدأ؟ وكيف حال.
أن رؤيتي الفكرية تؤمن أن نقنع الطرف ْين؟ كيف نقنع المرأة التكوين النفسي للمرأة العربية
الرجل والمرأة مختلفان ولا أنها المجتمع ،وليست نصفه،
مجال للمساواة بينهما ،تما ًما كما ر ّوج المصطلح الغبي ع ْبر والعقلي مختلف عن الرجل.
كما لا توجد مساواة بين الغزالة الأجيال؟ وأن المجتمع بدونها تأم ْل معي -يا صديقي -ط ُرق
والحصان ،بين الموسيقى سينتهي كلي ًة ولن يفقد نص َفه أدا ِء المبدعات والمبدعين ،تأم ْل
والأدب؛ فنحن أمام نوعين فحسب .كيف لا نكرر معها المنشورات ،والنصوص ،وطريقة
متمايزين وليس نو ًعا واح ًدا». خطيئتنا التاريخية مع المسيحيين الكلام ..تأم ْل كل شيء ..ستدرك
ما دم َت تؤمن بذلك ،ففي َم حين نتحدث عنهم بوصفهم أح َد أن هناك تنوعا ٍت بالجملة بين
حوارنا؟ وعلا َم نقاشنا؟ وما النوعين تجعل مصطلح المساواة
عنص َري الأمة؟! مصطل ًحا قاص ًرا أحمق؛ لأنه لا
يعكس حقيقة ،ولن يلبي مطالب
المرأة.
المرأة يا صديقي -للأسف-
أصدق َمن تعامل معها
الأصوليون؛ ف ُهم َمن أهانوها