Page 144 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 144

‫العـدد ‪32‬‬                        ‫‪142‬‬

                                   ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬

     ‫الإسلام أن نقوم بتعليم أن‬       ‫تعلمون العقول الشابة الفلسفة‬          ‫لأن هذا سيتطلب أن نواجه‬
  ‫الماء ينتج أوتوماتيكيًّا من خلط‬     ‫وتهدفون لشرح الكون بدون‬            ‫أخطاءنا ونتحملها بد ًل من أن‬
                                                                      ‫نلوم الآخر‪ ،‬وهذا ما لم يدخل في‬
      ‫الأكسجين والهيدروجين‪،‬‬         ‫إرجاع الأمور إلى الله‪ ،‬تعلمونهم‬
‫فالأسلوب الإسلامي يقول يتولد‬         ‫العلم الخالي من المنطق والعابد‬                    ‫وعينا إلى الآن‪.‬‬
                                      ‫للحواس‪ ،‬تعلمونهم الاقتصاد‬           ‫هل الغربيون هم من علمونا‬
   ‫الماء بمشيئة الله عندما تقترب‬   ‫والقانون وعلم الاجتماع‪ ،‬وكلهم‬
    ‫ذرات الهيدروجين من ذرات‬         ‫مختلفون عن تعاليم الإسلام في‬              ‫ثقافة الشفاهية والحفظ‬
                                   ‫الروح والمادة‪ ،‬ثم تتوقعون منهم‬        ‫والتلقين؟! بسب إصرارنا على‬
                ‫الأوكسجين(‪.)17‬‬                                         ‫تداخل الرواقين الديني والعلمي‬
  ‫وغير ذلك من التوصيات التي‬            ‫بعد ذلك أن تكون لهم وجهة‬           ‫أصبحنا نفهم العلم ونتعامل‬
                                   ‫نظر إسلامية؟»(‪ .)16‬وقدم ح ًّل لما‬    ‫معه مثل الدين‪ ،‬هل الغرب هو‬
     ‫تقحم الدين إقحا ًما فيما هو‬   ‫يراه ش ًّرا‪« :‬جميع المقررات يجب‬
     ‫ليس أه ًل له ظنًّا منهم أنهم‬                                         ‫من منع الطباعة علينا أم هو‬
   ‫يحافظون عليه‪ ،‬والحقيقة هم‬         ‫أن تتحول إلى مقررات دينية»‪،‬‬       ‫من أدخلها لنا؟ هل هو من منع‬
   ‫يفتنون الناس في دينهم لأنهم‬     ‫فبوحي منه قام معهد الدراسات‬
‫يعتقدون بأفعالهم هذه أن الدين‬        ‫السياسية في إسلام أباد بمهمة‬        ‫نقل الأعضاء بفتوى؟ هل هو‬
‫في مواجهة العلم‪ ،‬ويتوقعون من‬                                              ‫من يجعلنا نلوي عنق الآيات‬
‫الدين أن يعطيهم منتجات مادية‬          ‫تعريف العلم ووضع خطوات‬             ‫لنجعلها تتوافق مع العلم بد ًل‬
‫كالعلم‪ ،‬لا أعلم هل ح ًّقا يعتقدون‬   ‫إرشادية لكتابة المراجع المناسبة‬    ‫من أن نصب جهودنا على العلم‬
  ‫أنهم بذلك يحافظون على الدين‬                                           ‫ذاته ومناهجه لننتفع منه؟ هل‬
      ‫أم على سلطانهم في نفوس‬                      ‫للعلوم المؤسلمة‪:‬‬        ‫الغرب هو من يصدر فتاوى‬
‫العامة؛ الذين يس ُّدون آذانهم عن‬       ‫‪ -1‬لا تذكر ظاهرة أو حقيقة‬      ‫تكفير لإرهاب العلماء والمفكرين؟‬
‫سماع غيرهم‪ ،‬فيظل رجال الدين‬        ‫دون إرجاعها إلى المشيئة الإلهية‪،‬‬    ‫هل هو من أوعز إلى الشيخ عبد‬
     ‫وحدهم على الساحة لإعطاء‬          ‫فمث ًل في كتاب العلوم للصف‬           ‫العزيز بن باز الحاصل على‬
                                      ‫الثالث‪ :‬لا تسأل ماذا يمكن أن‬        ‫جائزه فيصل الدولية لخدمة‬
                     ‫الإجابات‪.‬‬         ‫يحدث إذا لم يتناول الحيوان‬     ‫الإسلام عام ‪ 1982‬بأن يكفر من‬
‫فمن هذه النفسية المليئة بكراهية‬    ‫الطعام‪ ،‬فبد ًل عنه يمكن أن نسأل‬
                                    ‫ماذا يمكن أن يحدث إذا لم يع ِط‬               ‫قال بدوران الأرض!‬
     ‫الآخر المتقدم‪ ،‬والدفاع بكل‬                                       ‫نحن عندنا إرادة قوية في الثبات‬
       ‫أسباب تخلفنا‪ ،‬والإصرار‬                 ‫الله الطعام للحيوان؟‬
   ‫على الوقوف موقف الضحية‪،‬‬            ‫‪ -2‬يجب قصر تأليف مراجع‬              ‫على تخلفنا‪ ،‬وتخلفنا هذا هو‬
    ‫والرجوع للماضي وتقديسة‬           ‫العلوم على من يؤمن بقوة بأن‬         ‫من أهم الأسباب التي تجعلنا‬
    ‫بسبب هزائم الحاضر‪ ،‬بهذه‬            ‫الإسلام هو الشفرة الوحيدة‬          ‫نرى الغرب دو ًما عدونا‪ ،‬لأن‬
     ‫النفسية نحن أصبحنا نأخذ‬         ‫للحياة وممن لهم دراية واسعة‬      ‫تقدم الآخر يكشف عوراتنا‪ ،‬ولم‬
   ‫من العلم ما نظنه متواف ًقا مع‬   ‫بالقرآن والسنة ولهذه النقطة أن‬     ‫يحن علينا الوقت لنواجه أنفسنا‬
   ‫الدين‪ ،‬ونحكم على العلم ليس‬
‫من نتائجه ومنهجه بل من خلال‬                   ‫تحظى بكل الاهتمام‪.‬‬                           ‫بأخطائنا‪.‬‬
   ‫منهج الدين‪ ،‬فنتخلف والآخر‬           ‫‪ -3‬لا يجب أن نرجع التأثير‬          ‫أبو الأعلى المودودي مؤسس‬
‫يتقدم‪ ،‬فنصب جام غضبنا عليه!‬                                              ‫الجماعة الإسلامية التي خرج‬
 ‫هذه النفسية ستأخذنا إلى رحله‬              ‫إلى أي سبب مادي‪ ،‬فهذا‬
  ‫أخرى في محطات تخلفنا وهي‬            ‫طريق يقود إلى الإلحاد‪ ،‬فمثلا‬          ‫من تحت عباءتها ما نعاني‬
                                       ‫تقول التوصيات‪ :‬يكمن السم‬           ‫إلى الآن منه‪ ،‬ومن لهم تأثير‬
               ‫الإعجاز العلمي‪.‬‬                                           ‫على الكثير من الناس إلى الآن‬
                                         ‫في بعض العناوين الفرعية‬          ‫يقول‪« :‬بتأمل طبيعة التعليم‬
    ‫الإعجاز العلمي‬                      ‫في الكتب مثل الطاقة تحدث‬           ‫الحديث وعاداته يتضح على‬
                                        ‫تغيرات لأنها تعطي انطبا ًعا‬   ‫الفور تعارضه مع طبيعة التعليم‬
    ‫مع عمق الإحساس بالنقص‬           ‫بأن الطاقة هي المصدر الحقيقي‬
                                       ‫بد ًل من الله‪ ،‬كذلك فليس من‬           ‫الإسلامي وعاداته‪ ،‬فأنتم‬
   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149