Page 145 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 145

‫‪143‬‬               ‫تجديد الخطاب‬

‫عائشة عبد الرحمن‬  ‫أحمد الطيب‬                                                ‫أبو الأعلى المودودي‬                                                                                                                                                                                                                                                             ‫من واقعنا المأزوم الذي خلقناه‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                           ‫فجعلنا مضطرين أن نقف موق ًفا‬
       ‫ما بال العنكبوت والذباب‬                                ‫يوجد حوالي فترة ‪ 8‬مليار سنة‬
   ‫يذكران؟ فأنزل الله تعالى‪ :‬إن‬                               ‫بين تكون الأرض بعد الانفجار‬                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫دفاعيًّا بحتًا‪ ،‬فأنتجنا ظاهرة‬
  ‫الله لا يستحي أن يضرب مث ًل‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫غريبة للتمسح في العلم‪ ،‬وهي‬
     ‫ما بعوضة فما فوقها‪ ،‬وقال‬                                    ‫العظيم وتكون الكون‪ ،‬أي لم‬
   ‫سعيد عن قتادة أي أن الله لا‬                                ‫تكن الأرض والسماء ملتصقتين‬                                                                                                                                                                                                                                                                            ‫ظاهرة الإعجاز العلمي‪.‬‬
 ‫يستحي من الحق أن ينكر شيئًا‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     ‫«الإعجاز العلمي في القرآن‬
   ‫مما قل أو كثر‪ ،‬وإن الله حين‬                                                     ‫ببعضها‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                   ‫وهم صنعته عقدة النقص عند‬
 ‫ذكر في كتابة الذباب والعنكبوت‬                                      ‫‪ -2‬وفي قوله‪« :‬إِ َّن ال َّ َل َل‬                                                                                                                                                                                                                                                            ‫المسلمين» د‪ .‬خالد منتصر‪.‬‬
    ‫قال أهل الضلالة ما أراد الله‬                             ‫آََيبََِبَّرمكَُاِهمعثِِّْب َُنسيذِوإهَِاتوًَّرْماالََْأح َضاَريََِفواوًْةلََأيَََييدفَّْعَماْفهَالَأا َِدمُِملااسنَّلَّوُلِقي ََِذفييَنيِبَِْبوٰنَََْأهَِهنق»ضََّنذَ‪.‬هِارَُهَاكك َ(ثَِاَفابمَيْلفَُلرثَأًرَبًَامحوَّملقاَثاُّقَرًوُيَالفةَلََّميِ‪:‬ماِِذُقَّمضنياُو‪6‬يُّلَُلن‪ِ2‬وِبض) َِه‪،‬نُّل‬   ‫أنشئت مؤتمرات دولية وعقدت‬
 ‫من ذكر هذا؟ فأنزل الله إن الله‬                                ‫يقولون في هذه الأية إنه توجد‬                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫ندوات وصرفت أموال لمحاولة‬
   ‫لا يستحي أن يضرب مث ًل ما‬                                     ‫حشرة فوق البعوضة أثبتها‬                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫التدليل على أن الدين متوافق‬
                                                                  ‫العلم؛ ليجعلوا من كلمة فما‬                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫مع العلم‪ ،‬أو بالأحرى أن العلم‬
             ‫بعوضة فما فوقها‪.‬‬                                 ‫فوقها إعجا ًزا علميًّا‪ ،‬فهل القرأن‬                                                                                                                                                                                                                                                              ‫يثبت صدق الدين‪ ،‬وكثير من‬
     ‫‪ -3‬الادعاء بأن القرآن ذكر‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                               ‫دعاة الإعجاز العلمي يحاولون‬
     ‫الثقب الأسود في الأية « َفلا‬                                           ‫يقصد ذلك ح ًّقا؟‬                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫لي عنق النص ليتوافق بالإكراه‬
  ‫أُ ْق ِس ُم ِبا ْل ُخنَّ ِس ا ْل َج َوا ِر ا ْل ُكنَّ ِس»‬    ‫يقول ابن كثير في سبب نزول‬                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫مع العلم‪ ،‬وطبعا ينتظرون إلى‬
    ‫(التكوير‪ ،)16 -15 :‬الحقيقة‬                                 ‫هذه الأية‪ :‬قال عبد الرزاق عن‬                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫أن يأتي الغرب بالنظرية العلمية‬
  ‫أن الخنس في اللغة هي النجوم‬                                ‫عمر عن فتاوة‪ ،‬لما ذكر الله تعالى‬                                                                                                                                                                                                                                                              ‫وبالاكتشافات ثم يبحثون بداخل‬
 ‫المختفية أنوارها نها ًرا‪ ،‬والجوار‬                           ‫العنكبوت والذباب قال المشركون‬                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫النص‪ ،‬لدرجة أنهم يحولون‬
‫الكنس هي معروفة قبل الإسلام‪،‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫القرآن من كتاب دين إلى كتاب‬
     ‫وهي النجوم الخمسة زحل‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫في الفيزياء والكيمياء‪ ،‬ولو وفرت‬
     ‫والمشترى والمريخ والزهرة‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫الأموال التي تصرف على هذا‬
 ‫وعطارد‪ .‬وورد في معجم لسان‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫الوهم لتمكنَّا فع ًل من أن نتَّبع‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                              ‫المنهج العلمي‪ ،‬ولتقدمنا علميًّا‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫بد ًل من ذلك‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   ‫أمثلة على لي عنق الآيات‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫وأكاذيب الإعجاز العلمي‪:‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                           ‫ا ََ‪ْ(1‬ككاَلاَفال‪َ-‬نأُِءرَتنفاوبُياكيَراََّأل ْقتء‪:َّ  ‬نًقو َالاشهل‪َْ0‬في َفَّت‪ٍ3‬ءسَت)عَْمقااََنليحاَوىقاٍُّ‪:‬يهو َِمَأت«الأَف ََأَوَوولاَد َْْل َعلُجييََْْعريؤا ْلَِرءَمن َاُناضلَّومِذَنين» َن‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                               ‫الإعجاز العلمي إن هذه الآية‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫تحكي عن الانفجار العظيم‪ .‬إن‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫الضمير هنا في كلمة ففتقناهما‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                               ‫عائد على السموات والأرض‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫والحقيقة العلمية تقول إن عمر‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                               ‫الكون يقدر بحوالي ‪ 13‬مليار‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                              ‫سنة‪ ،‬بينما عمر الأرض يقدر‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫بحوالي ‪ 4.5‬مليار سنة‪ ،‬أي أنه‬
   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150