Page 140 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 140

‫العـدد ‪32‬‬                        ‫‪138‬‬

                                   ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬

    ‫كتابه درء التعارض‪ :‬إنه من‬           ‫وقال ابن العماد في شذرات‬      ‫إلا إلى شيئين‪ :‬أو ًل التكفير‪ ،‬ثانيًا‬
     ‫الملاحدة الخارجين عن دين‬        ‫الذهب إن العلماء قد اتفقوا على‬   ‫توقف عجلة العلم بفرامل الدين‪.‬‬
‫الإسلام من أقران ابن سينا عل ًما‬
   ‫وسف ًها وإلحا ًدا وضلا ًل‪ ،‬كان‬            ‫كفر الفارابي وزندقته‪.‬‬                           ‫التكفير‪:‬‬
 ‫كغيره من الفلاسفه يقول بقدم‬       ‫ابن سينا‪ :‬الذي لقبه البعض بأبو‬            ‫دو ًما نسمع الافتخار بأن‬
     ‫العالم وغيره من الكفريات‪.‬‬     ‫الطب‪ ،‬قال عنه ابن القيم الجوزية‬          ‫الحضارة الإسلامية قدمت‬
      ‫الحلاج‪ :‬شاعر عراقي يعد‬        ‫في الصواعق المرسلة «الملحد‪ ،‬بل‬     ‫علماء مسلمين عباقرة أمثال ابن‬
    ‫من روائد أعلام التصوف في‬                                              ‫حيان والفارابي وابن الهيثم‬
      ‫العالم العربي والإسلامي‪،‬‬        ‫رأس ملاحدة الملة»‪ ،‬وفي إغاثة‬       ‫وغيرهم‪ ،‬ولكن ما إن نستتبع‬
   ‫قال ابن تيمية عنه في مجموع‬         ‫اللهفان قال إنه «إمام الملحدين‬    ‫تاريخ هؤلاء العباقرة إلا ونراه‬
   ‫الفتاوى‪« :‬من اعتقد ما يعتقده‬      ‫الكافرين بالله وملائكته وكتبه‬      ‫تاري ًخا من الاضطهاد لهم‪ ،‬ولم‬
    ‫الحلاج من المقالات التي قتل‬       ‫ورسله واليوم الآخر»‪ ،‬وكفره‬       ‫يكن لهم شأن في عصرهم بقدر‬
  ‫الحلاج عليها فهي مقالات أهل‬       ‫أي ًضا أبو حامد الغزالي في كتابه‬  ‫عصرنا الحالي الذي قدر واحترم‬
     ‫الزندقة والإلحاد‪ ،‬كقوله أنا‬                                         ‫مفهوم العلم الحقيقي‪ ،‬وفصل‬
   ‫الله‪ ،‬وقوله إله في السماء وإله‬                ‫المنقذ من الضلال‪.‬‬        ‫بين ما هو علم وما هو دين‪،‬‬
    ‫في الأرض‪ .‬والحلاج كانت له‬        ‫الكندي‪ :‬يلقبه البعض بمؤسس‬           ‫فأخرجناهم من دائرة التكفير‬
 ‫مخاريق وأنواع من السحر وله‬                                             ‫والمزايدات التي عانوا منها‪ ،‬إلى‬
    ‫كتب منسوبه إليه في السحر‪،‬‬           ‫الفلسفة العربية الإسلامية‪،‬‬
  ‫وبالجمله فلا خلاف بين الأمة‬         ‫ألف ما لا يقل عن ‪ 250‬كتا ًبا‬                      ‫دائرة العلماء‪.‬‬
 ‫أن من قال بحلول الله في البشر‬                                            ‫جابر بن حيان‪ :‬القرن الثامن‬
   ‫واتحاده به‪ ،‬وأن البشر يكون‬            ‫في الفلسفة والمنطق والطب‬
  ‫إل ًها وهذا من الآلهة‪ ،‬فهو كافر‬      ‫والرياضيات والفلك‪ ،‬رأي أن‬             ‫الميلادي‪ ،‬عاش في العصر‬
‫مباح الدم‪ ،‬وعلي هذا قتل الحلاج‪.‬‬         ‫العقل هو جوهر التقرب من‬            ‫العباسي‪ ،‬لقب بأبو الكيمياء‬
  ‫وقال أي ًضا‪ :‬وما نعلم أح ًدا من‬    ‫الله‪ ،‬قال عنه الحافظ الذهبي في‬   ‫واعتبر أول من استخدم الكيمياء‬
 ‫أئمة المسلمين ذكر الحلاج بخير‬      ‫سير أعلام النبلاء‪ :‬كان يقال له‬       ‫عمليًّا في التاريخ‪ ،‬قال عنه ابن‬
   ‫لا من العلماء ولا من المشايخ‪،‬‬      ‫فيلسوف العرب‪ ،‬وكان مته ًما‬       ‫تيمية في كتابة مجموع الفتاوي‪:‬‬
‫ولكن بعض الناس يقف فيه لأنه‬            ‫في دينه بخي ًل ساقط المروءة‪.‬‬      ‫«وأما جابر ابن حيان صاحب‬
‫لا يعرف أمره»‪ .‬هنا نلاحظ أي ًضا‬      ‫من الملاحظ هنا الشخصنه لأن‬        ‫المصنفات المشهورة عن الكيمياء‬
‫تاثير عقليه رجل الدين الذي أخذ‬         ‫منهج الدين قائم على العنعنه‬        ‫فمجهول لا ُيعرف‪ ،‬وليس له‬
   ‫نقل الدين بالإجماع‪ .‬هنا لكي‬        ‫وشخصية الناقل‪ ،‬لذلك يعتقد‬       ‫ذكر بين أهل العلماء ولا بين أهل‬
  ‫يدلل على فساد العالم يقول إن‬          ‫الحافظ الذهبي أن العالم إذا‬
   ‫علماء ومشايخ كثر قالوا كذا‪.‬‬         ‫وضحت أن شخصيته خبيثه‬                                   ‫الدين»‪.‬‬
  ‫وتطول قائمة التكفير وتستمر‬        ‫فهذا يقلل من العلم الذي يحمله‪.‬‬         ‫الفارابي‪ :‬لقب بالمعلم الثاني‬
     ‫حتى العصر الحديث مرو ًرا‬         ‫أبن رشد الفيلسوف‪ :‬قال عنه‬       ‫أسوة بأرسطو المعلم الأول‪ ،‬وهو‬
    ‫بنجيب محفوظ‪ ،‬وفرج فوده‪،‬‬           ‫الحافظ الذهبي في سير أعلام‬         ‫من أبرز الفلاسفة في التاريخ‬
     ‫ونوال السعداوي وغيرهم‬           ‫النبلاء إنه ملحد‪ ،‬وقال عنه ابن‬      ‫الإسلامي‪ ،‬قال ابن تيميه فيه‬
   ‫وغيرهم‪ ،‬وهذا يؤكد أن تسلط‬            ‫تيمية في درء تعارض العقل‬       ‫إن الفارابي يزعم أن الفيلسوف‬
                                       ‫والنقل‪ :‬فيلسوف ضال ملحد‬        ‫أكمل من النبي فكفره لذلك‪ ،‬وهذا‬
       ‫رجال الدين على المفكرين‬      ‫يقول إن الأنبياء يخيلون للناس‬        ‫لأن الفارابي ف َّرق بين حقائق‬
‫والعلماء والفلاسفه يوقف تطور‬                                           ‫النبي وحقائق الفيلسوف‪ ،‬يكون‬
                                                     ‫خلاف الواقع‪.‬‬         ‫معارف الأول منزلة من عند‬
     ‫الأفكار‪ ،‬وينتهي الأمر حت ًما‬          ‫ابن الهيثم‪ :‬ألَّف أكثر من‬    ‫الله بينما الثاني يتلقي الحقائق‬
                                      ‫‪ 200‬كتاب في مجالات عديدة‬            ‫بواسطة العقل الفعال‪ ،‬ولذلك‬
                                           ‫كالرياضيات وعلم الفلك‬        ‫فطبيعتها عقلية وليست حسية‪،‬‬
                                      ‫والفيزياء والهندسة والفلسفة‬
                                      ‫العلمية‪ ،‬قال عنه ابن تيمية في‬
   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145