Page 84 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 84
العـدد 32 82
أغسطس ٢٠٢1
زوجتك كالعادة ،وأخذت اللّحم ولم تدفع.
سيكون وضعي محر ًجا ساعتها أمام أنجلينا
جولي ،وأنا أرخي رأسي مثل رأس الثّور المقطوع
والمعلّق على باب مجزرته ،وقد ُوضعت في فمه باقة
بقدونس.
اللّعنة كيف نسيت أم ًرا مثل هذا؟
ك ّل في والنّكد زوجتي لم تترك لي سوى ال ّديون
مكان أقصده .الج ّزار يطالبني دائ ًما بما أخذته
من لحم ،والخ َّضار يطالبني بما أخذته من خضر
والصيدلان ّي وفواكه ،وبائع الملابس الجاهزة
وجهها ويعطونها والاسكاف ّي ..كلّهم يضحكون في
ما تطلب ،ث ّم يصرخون في وجهي ويطالبونني بدفع
ك ّل ما أخذته .حتّى جاري النّجار لا يزال يحتجز
راحتي مقابل بضعة دينارات لم أكمل دفعها له من
ثمن خزانة صنعها لزوجتي.
سأنتظر حبيبتي شبيهة أنجلينا جولي بعي ًدا عن
دكاكينهم إذن.
بعد خمس دقائق وإحدى عشر ثانية ،خرجت
صاحبة الفستان الأزرق القصير من دكان إبراهيم
الجزار ،لكنها عادت على أعقابها ولم تواصل طريقها
كما كنت أتوقع ،وكما خ ّططت لذلك.
في طريق مطاردتي لها ،اكتشفت حجم الحرائق التي
تركتها في المدينة وهي تم ّر أمام المقاهي والحوانيت،
تاركة أفواه ال ّشباب وال ّشيوخ مفتوحة مثل فراخ
تز ّقها أ ّمها ال ّطعام.
وصلت الح ّي الذي أسكن فيه .ماذا تفعل شبيهة
أنجلينا جولي في حيّنا؟
أخي ًرا ،وقفت المرأة الغريبة أمام باب بيتي ،أدخلت
يدها في محفظتها السوداء ال ّصغيرة ،أخرجت
مفتا ًحا أدارته في قفل الباب ،ث ّم دخلت.
-2فنجان نسكافيه بلا سكر
سمع ُت طر ًقا على بابي ،قل ُت:
-من الذي يطرق بابي في هذا الصباح الشتائ ّي؟
وصلني صو ُت امرأة مألوف:
-افتح.
امتثلت لأمر الصوت ،وفتح ُت البا َب .كانت طارقة
بابي أنجلينا جولي .لم تفاجئني زيارتها ،وهي التي