Page 108 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 108
العـدد 34 106
أكتوبر ٢٠٢1
إلى دائرة الحركة.
إذا حاولنا البحث عن طبيعة العلاقة التي تربط
سكان المجموعة القصصية مع بعضها ،فإن جانب
القرابة أو المصاهرة هو القاسم المشترك الأكبر،
والخطاب اللغوي هو المتن الذي احتوى الحكايات،
وجمعهم في دستور قصصي.
فلنعد مجد ًدا إلى هذه المدونة لأجل الدخول إليها
لنقف عند بعض العناوين [أنا شجرة ،قاموس ،كنز
آلاء ،جائزة ]..نبحث من خلالها عن صلة القرابة
التي تجمع كل هذه النصوص داخل هذا الدفتر
العائلي.
الاختلاف ميدان يمكن له أن يجمع كل الأطياف
ويوحدها عن طريق الخطاب فيصنع من هذا وذاك
سلالة قصصية تدعي التشابه وتنادي بالقرابة،
عل ًما أن هذه السلالات البشرية المختلفة تستعمل
اللغة كأداة مهيمنة لتجعلها ضمن هذه المجموعة
القصصية ،وتفرض عليها الحوار مع بقية الأجناس
الأخرى ،فتجد موضوع الحكايات يختلف ،ولكنه
يقترب من ناحية الطرح أو يحاول الاقتراب حتى
يجعل للحكايات موطنًا واح ًدا يقبل الاختلاف
وينادي بالتعدد.
ما هي طبيعة الخطاب الفكري المستعمل في هذه
المجموعة القصصية؟
الأفكار بنيات تتفاوض مع الذات ،أو هي دوال
متعالية ترتيبها يحتاج إلى الاشتغال ،والعمل على
تشكيل عالم متعدد الظواهر والخطاب مهارة يتقنه
كل من يفكر على مهل ،ويعمل جاه ًدا على جعل
الأشياء تترتب ،بطريقة منطقية لا بطريقة اعتباطية،
لذلك فهو خطاب مباشر سلس يراهن بالتعدد
وينادي بالاختلاف ،ويجعل اللغة تفرض حميميتها
وترفض الوقوع تحت ثقل الهيمنة الخطابية ،لأن
المنظومة القصصية تستعمل اللغة وتجعلها أداة
حادة لإيصال خطابها إلى القراء بطريقة عفوية
ومنتظمة.
دور اللغة في التشكيل القصصي
اللغة أداة تصنع الحدث ،وتسافر بخيال الأفراد
نحو عالم يستثمر الذكريات في قوالب متعددة،