Page 107 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 107
نون النسوة 1 0 5
الطيب خالدي
(الجزائر)
عالم القصة بين تفكيك الذاكرة
وهندسة الخيال
المواضيع ،لأن القارئ يبقى قاص ًرا يبحث عن الأداة من اللحظات التي يعيشها الإنسان أو يمر بها
التي تساعده على الدخول إلى النص ،أو يبقى تائها
يبحث عن طريق مختصر لفهم السياق العام لهذه يحاول دائ ًما قصها أو تدوينها حتى يتسنى له
الرجوع إليها أو تقسيمها على سلم الأيام ،أو السفر
القصة. مع ذكرياته التي تمثله أو تحاول الاقتراب منه ،لأن
ربما جاز لنا القول إن القصص على بساطتها
مغامرات ( )aventuresيتقاسمها كل سكان القصة هذه الذكريات ضحايا الذات يسقط منها عنقو ًدا
وتشترك فيها كل السلالات البشرية لأنها تمثل كلما أضيفت إلى حوادث الأيام ،وربما ستكون
حياتهم ومستقبلهم وحتى تطلعاتهم التي لا تغدو هذه الفواصل والأحداث الهامشية ،إضافات يهتم
وأن تكون مجرد أماني ،لكن حياة القاصة إشراق بها صاحبها ويضيفها إلى عالمه ويشكل بها حياة
سامي لا يمكن عدها مغامرات بسيطة وحكايا مبنية ثانية موازية للحياة الأولى ،علما أن الحياة تتطلب
للمجهول ،إنما هي خطابات تمثل جوهر دفتر عائلي
تشترك فيه كل السلالات البشرية يجمعهم الحديث الاختلاف ،وتمجد الاعتراف.
على هامش الحكايا نستقبل في هذا المقام المجموعة
ويفرقهم الحدث. القصصية ذات الطابع الاعترافي تحت عنوان [دفاتر
دفاتر عائلية في ثقافتنا الموازية تلخص لنا بداية عائلية] يستوقفها هذا العنوان الذي تحاول دائ ًما
الخلق [أو طفل ينتمي إلى هذه الشجرة العائلية] معرفة معناه ( )scenceقبل دخول إلى مبناه بطرح
ويبقى هذا الدفتر مفتو ًحا يترقب كل التفاصيل
الأسئلة التالية:
الآخرية اللاحقة ،غير أنه في هذه المجموعة -مالمقصود بدفاتر عائلية؟
القصصية تراهن على أنه دفتر استثنائي يصنع -ما نوع الخطاب الذي تحمله هذه الدفاتر؟
نحاول دائ ًما الاقتراب من طبيعة الموجة الخطابية
الحدث لأنه لا يجمع الإخوة في دفتر واحد ،لا التي تسكن هذه المجموعة القصصية لنبحث عن
يسوق الخطابات بلسان واحد ،بل يجمع الحكايا طبيعة المضامين التي ساقت الخطابات ونوع
الموضوعات التي شكلت هذا السند الخطابي.
والقصص التي تختلف في الحدث والحديث ربما يتعذر علينا فهم كل الحيثيات والإلمام بكل
ويمنحها فرصة التعبير ليخرجها من دائرة السكون