Page 105 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 105
نون النسوة 1 0 3 المعتادة .تفاصيل عن الدراسة والسفر والتعليم
والقراءة والثقافة والعمل ،وتبدو التفاصيل كلها في
تجعل الحرب توقف العمر وتثبته عند نقطة معينة. إطار طرح نموذج إنساني يعاني أو لديه إشكالياته
وكيف جاء مشهد التواصل مع موظف الجوازات
في المطار جام ًعا للمأساة بالفكاهة والمرح لتتشكل وأزماته بشكل دائم ،أي أنها ليست مجانية وإنما
في النهاية حال من الغرائبية التي خففت من وطأة تبدو أشبه بمنح دماء ولحم لعظام الفكرة أو
المأساة .ويمضي السرد بعد ذلك في القصة مع
قوانين الغرائبية وتفاصيل حياة المرأة التي ظلت القضية التي يتمحور حولها السرد ويرتكز عليها.
فهي ليست لذاتها ،بل لتكون ملامح حياة كاملة
طفلة دائ ًما برغم مرور السنين ،والحقيقة أن هذا لم
يكن من قبيل الإيجابيات ،بل رصده السرد في نوع للشخصية أو النموذج الإنساني الذي يقدمه السرد
من المأساة ،وهنا يبدو التقدم في العمر أم ًرا جمي ًل ويقارب إشكالياته .وهي نماذج إنسانية تتنوع بين
وطبيعيًّا وممت ًعا أو له أهميته .وتأتي الأغنية في هذه الرجال والإناث ،فليس هناك هيمنة لنوع أو انحياز
له في السرد ،بل يأتي انحيا ًزا للإنسان بشكل عام.
وفي بعض القصص يقارب السرد أثر الحرب على
الإنسان ،ويقارب حالات من التشظي والتفكك
أو حالات من الوحدة .وتأتي بعض المشاهد
انعكا ًسا لحال من الامتزاج بين المأساة
والفكاهة لإنتاج حال من الغرائبية ،مثل ما
هو متحقق في هذا المشهد« :كان الطريق إلى
هناك غريبًا بعض الشيء ،قطعت خطوات
خمس فقط مشيًا يتدلل بعطر الحياة.
بعدها توقف السلام وتوقف العمر .لم
يصدقني الموظف الذي يملأ استمارات
الجوازات حين أخبرته أن عمري خمس سنوات
فقط ،تص َّور أني أمزح لأجعل الوقت خفيف المرور،
ربما لأنه يدرك أن الحرب تجعلنا نحبس
الأنفاس ونغمض العيون بانتظار أن تمر
دون أن تصيبنا بالموت أو الخراب .تجعلنا
نجتهد بتجهيز الحقائب الصغيرة التي
تبيح لنا حمل أحزاننا وأوراق
انتماء لمكان سيئ الحظ».
المجموعة ص.37
هنا نجد كافة تداعيات
الحرب مرصودة في
إطار سرد يحاول
التخفف من الحدة
عبر نبرة شعرية،
وهي تداعيات كثيرة وأشبه بزلزال،
يواجهه الإنسان بصمود كبير
تشبثًا بالحياة ،ولكن ما يعنينا هنا
هو تلك الحال من الفنتازيا التي