Page 109 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 109
نون النسوة 1 0 7
والقصة خطاب يعيد نفسه في كل مرة ،فيجعل
اللغة المحرك الأساسي الذي يعيد ترتيب الأحداث
وتنظيمها بعدما كانت كتلة خطابية متنافرة من
بعضها ..لهذا نجد المجموعة القصصية ذات
الاعتراف المتجدد تجعل من اللغة []la langue
منصة تبوح بكل الأحداث وتشرف على كل
التفاصيل وتساهم في هندسة مشروع القصة.
-ما هو دور اللغة في تشكيل القصة؟
اللغة كائن حي يقبل الاستمرار ويرفض السكون،
تعمل على جعل النصوص ذوات متحركة إراد ًّيا
وتتقاسم مع النصوص الأخرى نشاطها ،وهذا
ما جعل القاصة إشراق سامي تستثمر اللغة
التي منحها تيمة خاصة في بناء خطاب قصصي
متش ٍّظ يقبل الرتيب والتركيب ،هذه اللغة التي
جعلت القصة تبنى خطابيًّا على شكل هرم قاعدته
الحكاية ونقطة التقاطع هي اللغة ،ومن ثم فإن اللغة
خطاب ممنهج من قبل الكاتب ،القاص يعمل على
جعل السرد يسير دون توقف والقارئ []lecteur
يستثمر هذه اللغة من أجل دخول عوالم النص
ومعرفة التفاصيل ،لذلك يمكن القول إن اللغة
صنعت عالمًا حكائيًّا ،فرغم تعدد الحكايا واختلاف
إيقاعها ،فإن الطابع القصصي العام جاء في قالب
متماسك إراد ًّيا ،عملت اللغة على جعله بناية خالية
من الفراغات التي لا جدوى من وجودها ،لهذا
ونحن نقرأ المدونة القصصية نلاحظ وجود عالم
قصصي متميز ،يعتمد على تعدد القصص والحكايا
التي يسير على أنماط متعددة ،وتقبل إيقاعات
شتى جوهرها الأساسي «اللغة» ،لذلك لا يمكن
القول إن اللغة ليست أداة تواصلية فحسب ،إنما
هي مكون أساسي في تحسين أداء الخطاب ..تقول
إشراق سامي في نشرة الأخبار« :ينصب أبي
بخشوع ناسك متعبد وهو يطيل النظر إلى الشاشة
الموضوعة على دولاب خشبي مربع ،يمضي الوقت
بملل ،تعيد أمي حديثها الذي عرضته علينا كبضاعة
قديمة في الليلة الماضية على جارتنا التي أكمل أبنها
إجراءات سفره إلى البلدان البعيدة الباردة[ »..دفاتر
عائلية].
ما عالم القصص يتوق إلى المغامرات والخطابات
الخيالية [ ]discours imaginairesالتي يرفضها