Page 114 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 114

‫العـدد ‪34‬‬        ‫‪112‬‬

                                                      ‫أكتوبر ‪٢٠٢1‬‬  ‫كه يلان محمد‬

                                 ‫بورتريه الحياة اليومية‬
                                     ‫في «دفاتر عائلية»‬

   ‫الحدث‪ ،‬والموقف‪ ،‬والانفعال ‪-‬وفق ما يحد ُد ذلك‬        ‫تتطل ُب الكتابة الإبداعية وعيًا بالفضاء الذي‬
 ‫الناقد أحمد المعلم في كتابه «الواقع والظاهرة الفنية‬
 ‫في القصة القصيرة»‪ -‬طب ًعا الإيجاز في التعبير من‬      ‫يتحر ُك فيه المؤل ُف‪ ،‬وقد يكون التعث ُر في إدرا ِك هذا‬
                                                        ‫الموقف مقت ًل لروحية المنجز الأدبي بأكمله‪ ،‬وإذا‬
  ‫العلامات الفارقة في بنية القصة القصيرة‪ .‬فاللغة‬        ‫كانت الرواية هي فن التفصيل والحشد الملحمي‬
 ‫تعتم ُد أكثر على الإيحاء بد ًل من التصريح‪ ،‬وهذا ما‬     ‫للشخصيات التي يؤطرها الحزام السردي؛ فإ َّن‬
                                                       ‫القصة تمتا ُز ِبلُغة مكثفة وجملة مكتنزة‪ ،‬لذا فإ َّن‬
                       ‫يزي ُد من زخم تيار السرد‪.‬‬
‫وإذا أردنا البحث عن شكل تعبيري للقصة القصيرة‬          ‫ما يت ُم التعويل عليه ليس الاسترسال ولا الإطناب‬
‫في الفنون الأخرى قد يكون فن البورتريه أقر َب من‬          ‫في بناء القصة‪ ،‬بل الرشاقة والحركة الوامضة‬
                                                        ‫في العرض‪ ،‬و ُتعد القصة القصيرة ‪-‬حسب رأي‬
  ‫جنس القصة القصيرة‪ ،‬والمشترك بين شكلين هو‬                          ‫الباحثة آمنة يوسف‪ -‬ابنة العصر‬
  ‫الاهتمام باللقطة‪ ،‬صحيح ربما‬                                           ‫المتسارع في إيقاعاته وتقنياته‪،‬‬
                                                                   ‫تحاكي الواقع المنفتح على التحولات‬
    ‫تتفاوت الطاقة الإيحائية بين‬                                       ‫المتتالية‪ .‬إذن فإن التمكن في ضم‬
‫اللونين‪ ،‬لكن تقو ُم كل من القصة‬                                       ‫كامل الحكاية داخل بؤرة الحدث‬
                                                                    ‫وحركة الشخصيات ركن أساسي‬
   ‫والبورتريه على تئبير اللقطة‪.‬‬
      ‫وفي الواقع نجحت الكاتبة‬                                      ‫في الاشتغالات القصصية‪ ،‬إذ لا‬
      ‫والقاصة العراقية «إشراق‬

     ‫سامي» في حياكة محتويات‬

‫مجموعتها القصصية الأولى‬                                            ‫يتحم ُل هذا النوع الأدبي الحشو في‬
                                                                    ‫أجوائه‪ ،‬لأ َّنه فن اللحظة الحاسمة‪،‬‬
  ‫بنا ًء على رصد لقطات محددة‬
‫في معمعان الحياة‪ .‬إذ لا تنفص ُل‬

‫مواقف شخصياتها من محددات‬                                           ‫واللقطة السريعة‪ ،‬والغرض‬

‫الأزمنة والمكان‪.‬‬                 ‫إشراق سامي‬                        ‫الواضح يت ُم التعبير عنه من خلال‬
   109   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119