Page 162 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 162

‫العـدد ‪34‬‬           ‫‪160‬‬

                                                  ‫أكتوبر ‪٢٠٢1‬‬   ‫التفكير والنقد‪ .‬وبفعل ذلك‪،‬‬
                                                                ‫عندما يقبل مثل هذا المجتمع‬
‫الذي أتحدث عنه من خلالها الرهيبة إلى حد ما‪.‬‬
                                                                  ‫أن يكون مادة وموضو ًعا‬
‫في صالح ليس الجمود‪ ،‬ولكن إنه يستمع إلى مثل هذا‬                          ‫للتحليل والتقييمات‬
                                                                               ‫والتحولات‪.‬‬
‫التحول والتغيير‪ .‬استراتيجية الخلل المتأصل في أي قانون‬
                                                                 ‫هذا هو السبب الذي يجعل‬
‫أساسية في أي خطاب معرفي‪ .‬مجتمعي بحيث يتم توجيه‬                   ‫مسألة التسامح متأرجحة‪.‬‬
                                                                ‫لكي يؤدي المجتمع وظيفته‪،‬‬
‫لأن الكلمة (الكلمة والكتابة) النقد‪ ،‬إن لم يكن يميل إلى‬           ‫لكي يكون قاد ًرا على العمل‬
                                                                 ‫كنظام مثالي للتوازن‪ ،‬كقوة‬
‫لها قوة رمزية لدرجة أنه من فقدان عقله بطريقة ما‪ .‬إذا‬
                                                                    ‫إلزام‪ ،‬يحتاج إلى الآخر‪،‬‬
‫الضروري دائ ًما قياس كل لم يحتفظ الفكر بذهنه عندما‬               ‫الممنوع‪ ،‬المكبوت‪ ،‬الخاضع‬
‫الاحتمالات النقدية للفكر‪ .‬يرتجف المجتمع‪ ،‬وإذا لم‬                ‫للرقابة‪ .‬إنه يحتاج‪ ،‬بطريقة‬
                                                                ‫ما‪ ،‬إلى التمتع بكل من قوته‬
  ‫ربما سأفاجئكم‪ ،‬لكنني أعتقد يكن قاد ًرا في نفس الوقت‬
‫أنه يجب فضح الاستراتيجية على فهم المعنى الحاسم لهذه‬                 ‫وعجزه‪ ،‬ضمن الحدود‬
                                                                 ‫بينهما‪ ،‬ضمن هذا الهامش‬
‫الهزة‪ ،‬فإن هذا النقد يخاطر‬     ‫تما ًما‪ ،‬وتقديمها على هذا‬       ‫حيث يكون المجتمع متسام ًحا‬
    ‫بوقوع أزمة من أجل لا‬         ‫النحو وبدون أسرار‪.‬‬
                                                                                ‫إلى حد ما‪.‬‬
‫لماذا؟ لأنه من خلال العمل شيء‪ .‬هذا هو السبب في أن‬                 ‫تتطلب كل فترة في تاريخ‬
                                                                  ‫(المجتمع) استجابة نقدية‬
‫بهذه الطريقة‪ ،‬تكون هذه النقد‪ ،‬كاستراتيجية‪ ،‬يمكن أن‬               ‫معينة‪ .‬لكي يكون هذا النقد‬
                                                                 ‫ف َّعا ًل‪ ،‬يتطلب معرفة دقيقة‬
‫الاستراتيجية منيعة‪ .‬فمن يشغل‪:‬‬                                   ‫بما ينظم هذا المجتمع ‪-‬وما‬
                                                                  ‫يزعجه بنفس القدر‪ -‬فإنه‬
‫ناحية‪ ،‬يجب أن تحقق ما ‪ -1‬الأماكن (الثقافية‪،‬‬                      ‫يتطلب استراتيجية معدلة‪،‬‬
                                                                  ‫والتي قد يصبح التناقض‬
‫يريده قانون المجتمع ويطالب الأيديولوجية‪ )..‬التي‬
‫به‪ ،‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬وفي يتغاضى عنها المجتمع ح ًّقا‪.‬‬

‫نفس الوقت‪ ،‬أن تحقيق ذلك ‪ -2‬الأماكن التي يسمح فيها‬

‫التناقض بأن يكون لصالحه‪.‬‬       ‫من خلال تجاوزه‪.‬‬

‫ذراع التحكم هذا حاسم‪ -3 .‬الأماكن‪ ،‬حيث تصبح‬

‫تقيس هذه الاستراتيجية غير مفهومة بالنسبة لقانون‬

‫التسامح‪ ،‬ودرجة التسامح المجتمع‪ ،‬فإنه [النقد] يبرز من‬

‫خلال هذا القانون من أجل‬        ‫التي يجب على الباحث‬

‫التعامل معها‪ ،‬وتحقيق ‪-‬كما الاستعداد للمستقبل‪.‬‬

‫هذه الكلمات هي تكريم‬           ‫قلت‪ -‬التناقض لحسابه‬

‫الخاص وعلى مسؤوليته للغائب‬

‫هامش‪:‬‬                          ‫الخاصة‪ .‬بهذا‬
                               ‫المعنى‪ ،‬لم يعد‬

‫التسامح مجرد ‪ -1‬محاضرة ألقاها الدكتور عبد‬
  ‫الكبير الخطيبي بكلية الحقوق‬  ‫نظام أخلاقي‪ ،‬بل‬
‫بالرباط بتاريخ ‪ 25‬نونبر ‪1981‬‬     ‫مقيا ًسا للعنف‬
‫حول الأستاذ محمد لحبابي إبان‬
 ‫اعتقاله‪ .‬وصدرت ضمن الكتاب‬     ‫الفعال الذي يثير‬
                      ‫التالي‪:‬‬
‫‪Khatibi, Abdelkébir.‬‬            ‫أي مجتمع‪ .‬ولكل‬
‫‪(2002). Le Chercheur‬‬                ‫مجتمع‪ ،‬على‬
‫‪Critique. In Said NEJJAR‬‬
‫‪(Ed.), Chemins de Trav-‬‬        ‫الرغم من منظميه‪،‬‬

‫‪erse: Essais de Sociologie‬‬     ‫فترات من عدم‬
‫‪(pp. 319-328). Rabat:‬‬
‫‪Editions Okad.‬‬                 ‫التناسق والارتباك‬
                                  ‫والاضطرابات‬
   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166   167