Page 164 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 164

‫العـدد ‪34‬‬                                                                       ‫‪162‬‬

                                ‫أكتوبر ‪٢٠٢1‬‬                                                             ‫د‪.‬عمار علي‬
                                                                                                        ‫حسن‬
       ‫عكس حركة التاريخ‪.‬‬           ‫ينمو التطرف والتشدد‬             ‫حاجة المسلمين المعاصرين إلى التنوير‬
 ‫‪ -2‬لا خروج من هذا الوهم‬
  ‫إلا بكشف مقولاته وفضح‬                    ‫والتعصب‪ ،‬الديني‬
 ‫مساراته وممارساته‪ ،‬وإنهاء‬          ‫والأيديولوجي‪ ،‬في الغالب‬
                                 ‫الأعم إن وجد بيئة اجتماعية‬
     ‫الذرائع التي توجده‪ ،‬أو‬      ‫مغلقة ومظلمة‪ ،‬بكل ما يعنيه‬
 ‫الأسباب التي تولده‪ ،‬ووقف‬         ‫الإظلام من معاني تنصرف‬
‫كل ما يغذيه ويقويه‪ ،‬ويمكنه‬          ‫إلى الفاقة والجهل والعزلة‬
  ‫من الاستقرار والاستمرار‪،‬‬          ‫وضيق الانتماء وانحرافه‬
‫وذلك عبر تعبئة الموارد المادية‬    ‫بفعل التعصب الأعمى تارة‪،‬‬
 ‫والمعنوية التي تملكها الدولة‬      ‫والاستهانة بكل فكرة وكل‬

     ‫والمجتمع المدني في وجه‬           ‫جماعة بشرية أو نزعة‬
 ‫الجماعات الدينية السياسية‪.‬‬           ‫إنسانية خارح تحكمات‬
                                    ‫التنظيم المتطرف وتعاليمه‬
      ‫‪ -3‬يكون هذا الخروج‬        ‫تارة أخرى‪ .‬كما ينمو التطرف‬
   ‫بالإصلاح الديني والتنوير‬       ‫مع الشعور الدفين بالنقص‬
  ‫جنبًا إلى جنب مع الإصلاح‬        ‫والمهانة حقيق ًة كان أو زي ًفا‪،‬‬
                                ‫وكذلك وجود هوة واسعة بين‬
     ‫المجتمعي وتحرير إرادة‬        ‫الحكام والمحكومين‪ ،‬وظهور‬
 ‫البشر‪ ،‬بما يقطع الطريق على‬          ‫علامات لفشل الدولة أو‬
‫سعى هذه التنظيمات إلى بناء‬
                                                  ‫ارتخائها‪.‬‬
   ‫عمق اجتماعي مستغلة أي‬          ‫وهناك ثلاثة أمور أساسية‪،‬‬
   ‫انسحاب للدولة من تقديم‬         ‫تشكل حصيلة إمعان النظر‬
 ‫الخدمات الكافية للمواطنين‪،‬‬         ‫فيه أو الوقوف على تاريخ‬
    ‫ويطرح أمام الناس بدي ًل‬       ‫أفكار وممارسات الجماعات‬
   ‫اجتماعيًّا راسخ المعالم فلا‬
    ‫يجدون أنفسهم في حاجة‬             ‫الدينية السياسية‪ ،‬وهي‪:‬‬
                                       ‫‪ -1‬يبدو مشروع هذه‬
      ‫ماسة إلى الانتماء لهذه‬
 ‫التنظيمات أو الانصات إليها‬          ‫التنظيمات المتطرفة‪ ،‬التي‬
                                     ‫أنتجت الإرهاب الرمزي‬
     ‫بحثًا عن ألفة أو منفعة‪.‬‬    ‫واللفظي والمادي‪ ،‬كذبة كبرى‪،‬‬
       ‫وهذا التنوير يجب أن‬      ‫فهي ظلت كثي ًرا تطرح نفسها‬
                                  ‫باعتبارها «الحل» و»الوعد»‬
   ‫يتوسل بالتعليم والتثقيف‬        ‫و»الأمل» وانخدعت قطاعات‬
   ‫والإعلام واعتدال الخطاب‬       ‫عريضة من الناس بهذا‪ ،‬لكن‬
                                   ‫اكتشف الجميع أن كل ذلك‬
     ‫الديني‪ ،‬ويرمي أو ًل إلى‬        ‫وهم وسراب‪ ،‬لأن الفكرة‬
      ‫تبديد المقولات الرئيسة‬          ‫من حيث المنشأ فاسدة‪،‬‬
 ‫للمتطرفين والإرهابيين‪ ،‬من‬        ‫والممارسات معوجة‪ ،‬علاوة‬
‫قبيل «الحاكمية» و»الجاهلية»‬          ‫على التواء النهج‪ ،‬وغياب‬
     ‫و»جهاد الطلب» و»إقامة‬        ‫البرنامج العصري‪ ،‬والسير‬
  ‫الخلافة» بمنطقها ومسلكها‬
     ‫التاريخي الذي امتد من‬
    ‫غانا إلى فرغانة‪ ،‬و»الولاء‬
  ‫والبراء» و»غياب الشريعة»‬
   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169