Page 212 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 212
العـدد 34 210
أكتوبر ٢٠٢1
يمكن أن يندرج بدوره التنويري يهودي الأصل رفاعة رافع
ضمن المنحى (الطيف) «موسى مندلسون» الطهطاوي
الإصلاحي العام للتنوير
(1789 -1729م) الذي أتى
الألماني ،إلا أنه أتى رده مخل ًصا للنمط الألماني
بالمخالفة -أو بالتجاوز- في التنوير ،وهو ينطلق من
لمفهوم «مندلسون» ،وعلى
نحو صارخ التضاد معه، «مبدأ علمي» يدور حول
وأكثر جرأة وجذرية منه احترام الإنسان ،ليس
بمراحل عديدة ،إذ أجاب
بقوله أن التنوير« :خروج بصفته كائنًا عاق ًل فحسب،
ولكن ككائن حي له تاريخ
الإنسان عن مرحلة ثقافي وعادات دينية ينبغي
القصور العقلي وبلوغه سن احترامها ،لذلك كانت إجابته
على سؤال «ما التنوير؟» على
النضج أو سن الرشد»، هذا النحو« :إن التنويري
وع َّرف القصور العقلي
على أنه« :التبعية للآخرين صديق الفضيلة ،ينبغي
وعدم القدرة على التفكير عليه أن يسلك وفق التي ُّقظ
الشخصي أو السلوك في
الحياة أو اتخاذ أي قرار والتب ُّصر ،وأن يتحمل
بدون استشارة الشخص الأحكام المسبقة بد ًل من
الوصي علينا» .وانطلاقا رفض الحقائق التي ترتبط
من هنا أتت صرخته بها على نحو عميق،.. ،
التنويرية الصادحة« :اعملوا إن التسامح إزاء الأحكام
المسبقة أفضل من شطط
عقولكم أيها البشر ،لتكن
لكم الجرأة على استخدام التنوير الذي يؤدي إلى
إضعاف الشعور الأخلاقي
عقولكم ،فلا تتواكلوا وعدم التد ّين والفوضى»!
بعد اليوم ولا تستسلموا
ورغم أن مقال «كانط»
عن سؤال «ما التنوير؟»