Page 272 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 272
العـدد 34 270
أكتوبر ٢٠٢1
تجعله لدى المصريين مكرو ًها حول ولا قوة ،منذ سنة 1950 تستنتج بأن هناك آلا ًفا ،بل
للأبد .ومن ثم فإن المقالة قد حتى يوليو ،1952تشير إلى ملايين من الأفريقيين ،قد قرءوا
أجابت ،في تقديري ،عن الاهتمام نفس النص في ذات الوقت ،ومن
الذي وجه لرجال ثورة 23 وجود ترتيبات تتم تحت السطح ثم فإنهم قد خضعوا ربما لتأثير
يوليو ،1952وبأنهم هم الذين داخل مصر ،هدفها الاعتماد على مشاعر البريطانيين عليهم ،أكثر
شوهوا صورة الملك فاروق لدى
المصريين .فأوضحت بأن العالم شخصيات جديدة تدير البلاد، من تعبيرها عن مشاعرهم.
كله ،كان يعرف عن فاروق كل ما خدمة للمصالح البريطانية ،دون ثانيها ،الاشتباك قدر الإمكان
كان يجهله الشعب المصري عنه. أن تكون في واجهة الصورة .بل مع المقولات والشائعات التي تم
وأن قراءة رجال الثورة للتقارير تحرك الأمور بشكل موا ٍز خلال ترويجها عن الملك في بلدان وادي
الكثيرة الواردة في السفارات النيل ،ليس بهدف التشكيك في تلك
المصرية بالخارج ،كفيلة لوحدها السنوات الأخيرة من حكمه. المقولات ،أو دحض تلك الشائعات،
لوضع تصور عن مدى استخفاف وتلك هي الإشكالية الكبرى التي بل بهدف البحث عن الأطر التي
الخارج به .وحينما وجدوه تنتهي الدراسة إلى فرضيتها .فمن خلقت هذه الصورة .فتوصلت
مفضو ًحا في كل دول العالم، بأن السلطات الاستعمارية قد
أعلنوا هذا للناس ،لكشف صورته يا ترى تكون تلك الشخصيات استغلت كل الأساليب لجذب
وتعريته أمام المواطنين ،ليكونوا التي التقت أهدافها مع الأهداف الأفريقيين بعي ًدا عن النموذج
على حذر من محاولة إعادة الرجل البريطانية؟ بالتأكيد لم يكن هؤلاء المصري في الحكم الوطني .وأن
من الشخصيات الوطنية المعروفة، الملك والإدارة المصرية لم يمتلكا
لعرشه من جديد الأدوات والحجج المضادة لتغيير،
------- ولا من الضباط الأحرار ،لكن أو تحسين ،تلك الصورة السيئة
يبدو أنهم من المجموعة المحيطة المرسومة له في الخارج الإقليمي.
* أستاذ التاريخ الحديث
والمعاصر ،كلية الدراسات بفاروق ،والتي اشتركت في ثالثها ،أن عملية الانتظار
الأفريقية العليا -جامعة القاهرة. سيناريو الإيقاع به .فضمنت البريطاني على ملك ليس له
ثورة 23يوليو 1952من
خلالهم ،عدم التحرك البريطاني
ضدها .وضمنت أي ًضا كن ًزا من
المعلومات ضد الملك ،تكفي لأن