Page 268 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 268
العـدد 34 266
في تلك المنطقة أو غيرها ،لم تعتمد أكتوبر ٢٠٢1
على مقابلات شخصية للملك
الملك فاروق
مع شخصيات من تلك المناطق،
دس فيها فاروق ما أراده من
معلومات ترفع من قدره أو تحط
من شأنه .بل يمكن القول بأن
الملك ساهم في عرض نفسه بشكل
غير مباشر .مستجيبًا للتقدم
الاعلامي في ذلك العصر ،وشغف
الصحافة الأوروبية به ،فساهم في
نشر تلك الصورة عنه عبر العالم
أجمع ،وليست داخل هذه المناطق
فحسب.
ومنذ أن دخل القرن العشرين في
عقده الثاني ،كان البريطانيون قد
ثبتوا أقدامهم في أنحاء متعددة
في أفريقيا .ولما كانت مصر لها
خصوصية داخل هذه المستعمرات
البريطانية ،حيث كانت محمية،
وشريكة لبريطانيا في حكم
السودان طوال الفترة من -1899
،1956كان من الطبيعي أن
يحظى ملكها باهتمام ،أو تجاهل،
داخل تلك المستعمرات .حسب
موقف السلطات البريطانية منه،
وحسب موقف الأفارقة المضاد
للحكم الاستعماري ،وحسب
اهتمام المملكه المصرية بأفريقيا.
فبحكم امتداد السيطرة المصرية
حتى قرب خط الاستواء ،ووجود
حدود مشتركة مع كثير من
الدول الأفريقية النيلية ،حدث
اهتمام مصري كبير بتلك المناطق
المشتركة.
وحينما تولى الملك فاروق حكم
مصر سنة ،1936ورثت دولته
حدو ًدا ممتدة مع عدد من دول
حوض النيل .فبدأ هو نفسه
يهتم بتلك المناطق الحدودية.