Page 265 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 265
تلقى أحمد لطفي السيد دعوة من عمر مكرم
مصطفى كامل للمشاركة في تأليف
من الممكن تاريخيًّا اعتبار صوت
حزب وطني تحت رئاسة الخديو لطفي السيد الوطني امتدا ًدا
عباس ،الذي طلب مقابلة لطفي، لصوت عمر مكرم (-1750
حيث كلفه بالسفر إلى جينيف،
واكتساب الجنسية السويسرية، ،)1822الذي كان له أكبر الفضل
ثم العودة إلى مصر للقيام بتحرير في استقلال محمد علي باشا،
جريدة تقاوم الاحتلال البريطاني،
وتستنهض فرنسا (منافس إنجلترا وذريته من بعده ،حكا ًما لأرض
بالشرق الأوسط) في تأليب أوروبا المحروسة .وكان أحمد عرابي
( ،)1911 -1841قائد الثورة
على إنجلترا العرابية ( ،)1879وأول من
نادى بأن «مصر للمصريين»،
( ،)1899الذي أحدث دو ًّيا هائ ًل واكتساب الجنسية السويسرية،
حين تم نشره بمصر .ولعل لطفي ثم العودة إلى مصر للقيام بتحرير الحلقة الواصلة بين مكرم ولطفي
جريدة تقاوم الاحتلال البريطاني، السيد .وعلى الرغم من هزيمة
السيد كان من المؤيدين القلائل الثورة العرابية عسكر ًّيا ،نتيجة
لدعوة قاسم أمين لتحرير المرأة وتستنهض فرنسا (منافس خيانة توفيق ،الذي استند إلى
من الدهماء ،وحتى من الزعماء من إنجلترا بالشرق الأوسط) في قوة الأسطول الإنجليزي ،الذي
تأليب أوروبا على إنجلترا .وقد قضى على الآلاف من أبناء
أمثال مصطفى كامل. ساهم أحمد لطفي السيد بالفعل في وطنه ،ورحب بقائده في القصر
غضب الخديو عباس غضبًا شدي ًدا تأسيس الحزب الوطني ،في منزل
على لطفي السيد لاتصاله بالشيخ محمد فريد ،كجمعية سرية تحت الملكي ،إلا أن الغالبية من جموع
رئاسة الخديو عباس .وسافر الشعب رأت في الغازي الإنجليزي
محمد عبده ،الذي كان يناظره لطفي بعد ذلك إلى جينيف عام
العداء .فما كان من أحمد لطفي ،1897حيث تعرف على الأثري استعما ًرا غاش ًما ،لا بد من
السيد إلا أن أرسل تقري ًرا وافيًا المعروف نافيل ،واقتنع بمقولته مكافحته ومقاومته بكل الوسائل
للخديو ،د ّون فيه خلاصة أبحاثه الشهيرة« :لا تظن أن أوروبا
السياسية في جينيف ،منتهيًا إلى تساعدكم على إنجلترا ،وأرى أن والامكانيات ،فلفظته.
أن مصر لا يمكن أن تستقل إلا لا يحرر مصر إلا المصريون». تلقى أحمد لطفي السيد دعوة من
مصطفى كامل للمشاركة في تأليف
بجهود أبنائها. (ص)18 حزب وطني تحت رئاسة الخديو
ُعيِّن أحمد لطفي السيد كاتبًا في التقى لطفي السيد بالشيخ محمد
النيابة عام ،1894بعد حصوله عبده ،وسعد زغلول ،وقاسم أمين، عباس ،الذي طلب مقابلة لطفي،
على ليسانس الحقوق .وكوفئ حيث كلفه بالسفر إلى جينيف،
الشاب على كفاءته واقتداره في حيث أطلعه الأخير على النسخة
أداء واجبه ،إلى أن تم تعيينه وكي ًل الأولى من كتابه «تحرير المرأة»
للنيابة عام .1896إلا أن شجاعته