Page 260 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 260

‫العـدد ‪34‬‬                            ‫‪258‬‬

                                   ‫أكتوبر ‪٢٠٢1‬‬

‫المكتوبة‪ ،‬عبر الحب غير المشروط‬        ‫الكبير؟ ليقول‪ُ :‬منذ ُمدة وأنا لا‬    ‫بالفعل‪ ،‬وهو ما يجعلها تتحدى‬
     ‫للقانون‪ .‬لكنها ُتقاطعه بينما‬     ‫أذهب هناك‪ ،‬لن تصعد الفتيات‬            ‫رجال الدين والقرية بالكامل‪،‬‬
                                   ‫على متنه‪ .‬هنا تنتهز بيس الفرصة‬             ‫وتضرب برضاهم عنها‪ ،‬أو‬
‫ترتدي ملابس العاهرات‪ :‬لا أفهم‬       ‫قائلة‪ :‬حسنًا‪ ،‬يمكنك أن تأخذني‪،‬‬          ‫غضبهم عليها عرض الحائط‪،‬‬
 ‫ما تقوله‪ ،‬كيف تستطيع أن تحب‬
‫كلمة؟ لا تستطيع أن تحب كلمات‪،‬‬                       ‫لن نؤذي أح ًدا!‬     ‫وتسرع إلى الساحل حيث تتجمع‬
                                       ‫إن جنونها بفكرة إنقاذ الزوج‬        ‫العاهرات لينقلهن أحد العاملين‬
   ‫لا يمكنك أن تكون في حب مع‬           ‫تجعلها تكاد تضحي بحياتها‬           ‫على مركب إلى السفن في عرض‬
 ‫كلمة‪ ،‬تستطيع حب إنسان آخر‪،‬‬        ‫حينما تطلب من الرجل أخذها إلى‬
                                     ‫القارب الكبير الذي عوملت فيه‬       ‫البحر من أجل ُمضاجعة البحارة‪،‬‬
   ‫هذا هو الكمال‪ .‬لكن القس يرد‬     ‫الفتيات عدة مرات ُمعاملة قاسية‪،‬‬         ‫ولذلك تسأل الله‪ :‬هل سأذهب‬
   ‫عليها بصرامة قاسية‪ :‬لا امرأة‬    ‫سادية‪ ،‬ووحشية ممن على ظهره‬             ‫للجحيم؟ لكنه يرد عليها بخبث‪:‬‬
                                     ‫من البحارة؛ الأمر الذي جعلهن‬           ‫من تريدينني أن أنقذ؟ أنت أم‬
    ‫مخول لها الحديث هنا‪ ،‬بيس‬          ‫يحجمن عن الصعود إليه مرة‬             ‫يان؟! أي أن الله نفسه يدفعها‬
‫مكنيل‪ ،‬جلسة الكنيسة قررت من‬        ‫أخرى‪ ،‬ورغم أنها قد سمعت ذلك‬            ‫للتوغل فيما هي فيه من جحيم‬
 ‫الآن فصاع ًدا بأنك لن تستطيعي‬      ‫إلا أنها تكاد تضحي بحياتها من‬
‫الدخول للكنيسة‪ ،‬الذين يعرفونكم‬      ‫أجل حياة زوجها‪ -‬تبعا لظنونها‬        ‫حقيقي! ورغم أن يان قد قال لها‬
                                                                        ‫ُمؤخ ًرا ‪-‬وكأنه يرغب في التنصل‬
   ‫يجب ألا يعرفونكم‪ ،‬اذهبي من‬                          ‫وتخيلاتها!‬        ‫مما دفعها إليه‪Let me Die, :-‬‬
‫بيت الرب! أي أن القس من خلال‬            ‫حينما تصعد بيس على ظهر‬          ‫‪ I’m Evil In Head‬دعيني أموت؛‬
                                         ‫القارب الكبير ُتقابل البحار‬
    ‫كلماته السابقة قد حكم عليها‬          ‫السادي ‪-‬قام بدوره المُمثل‬         ‫أنا شيطان في أفكاري‪ ،‬كتدليل‬
 ‫بالطرد من رحمة الله‪ ،‬بل وطلب‬         ‫الألماني ‪ Udo Kier‬أودو كير‪-‬‬        ‫منه بأنه ُيدرك جي ًدا ما يفكر فيه‬
  ‫من جميع أهل القرية ُمقاطعتها‬        ‫لتسأله عما يطلبه؛ فيرد عليها‬
                                   ‫طالبًا منها ُمضاجعة البحار أمامه‬         ‫ومرضه فيما يطلبه منها‪ ،‬إلا‬
              ‫باسم الرب أيضا!‬         ‫وهو سيشاهد‪ .‬هنا توافق على‬             ‫أن إيمانها بأنها ستنقذ حياته‬
‫يقطع المُخرج ليكتب على الشاشة‪:‬‬         ‫طلبه خائفة‪ ،‬لكنها ُتلاحظ أن‬         ‫يجعلها ترد عليه بقولها‪ :‬أحبك‬
                                      ‫البحار يحاول ُمعاملتها بشكل‬          ‫بغض النظر عما تفكر فيه! أي‬
       ‫‪Chapter seven: Bess‬‬            ‫غير قليل من القسوة السادية؛‬           ‫أنها بدورها قد وصلت لحالة‬
  ‫‪ Sacrifice‬تضحية بيس‪ ،‬حيث‬             ‫الأمر الذي يجعلها تطلب منه‬         ‫من الهذيان التي لا يعنيها فيها‬
 ‫نراها قد باتت منبوذة من جميع‬       ‫خائفة تركه لها للانصراف‪ ،‬لكن‬          ‫سوى إنقاذ حياة زوجها‪ ،‬حتى‬
                                      ‫البحار السادي ينهض ُممس ًكا‬       ‫لو تأكدت من خطأ ما تفعله‪ ،‬فهي‬
      ‫ُسكان القرية‪ ،‬حتى أن أمها‬    ‫بسكينه محاو ًل شق ملابسها من‬             ‫تأمل أن يكون الأمل سببًا في‬
   ‫ترفض دخولها إلى المنزل‪ ،‬كما‬      ‫ظهرها بالسكين‪ ،‬فتدفعه بقدمها‬
  ‫يقوم الأطفال في القرية برجمها‬    ‫وتتناول المُسدس الذي كان أمامه‬                  ‫بقائه على قيد الحياة!‬
  ‫بالحجارة باعتبارها خاطئة ‪-‬في‬          ‫على الطاولة ُمهددة إياهما به‬          ‫تطلب بيس من قائد المركب‬
‫إسقاط ُمباشر وصريح على قصة‬             ‫و ُسرعان ما ُتغلق عليها غرفة‬      ‫الصغير أن ينقلها إلى السفن مع‬
    ‫مريم المجدلية‪ -‬إلى أن تقع في‬                                            ‫العاهرات‪ :‬هل تستطيع أخذي‬
 ‫الطريق ُمغشيًّا عليها‪ ،‬لكن دودو‬                     ‫الملاحة هاربة‪.‬‬          ‫للقوارب؟ فيرد عليها ببرود‬
   ‫تجدها وتعمل على إفاقتها‪ ،‬هنا‬       ‫تعود بيس إلى الكنيسة لتسمع‬        ‫وحيادية‪ :‬لا أستطيع أخذك هناك؛‬
    ‫تسألها بيس المُستنفذة الطاقة‬      ‫أحد رجال الكنيسة يقول‪ :‬عبر‬         ‫الفتيات الأخريات لن يروق لهن‬
‫تما ًما‪ :‬كيف حاله؟ هل تحسن؟ في‬                                              ‫ذلك‪ .‬لكنها تقول‪ :‬لن يزوروا‬
  ‫اعتقاد منها أنها بفعلها وذهابها‬        ‫الحب غير المشروط للكلمة‬             ‫جميع القوارب‪ ،‬ليس لديهن‬
   ‫إلى المركب الكبير قد نجحت في‬                                          ‫الوقت الكافي‪ .‬فيرد‪ :‬على الأغلب‪.‬‬
                                                                            ‫لكنها تسأله‪ :‬ماذا عن القارب‬
     ‫تحسين حالته الصحية‪ ،‬لكن‬
  ‫دودو ترد عليها بالنفي‪ُ ،‬مؤكدة‬

    ‫لها بأنه على وشك الموت؛ مما‬
‫يجعل بيس تقول ُمندهشة‪ :‬ظننت‬
   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264   265