Page 257 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 257
255 ثقافات وفنون
سينما
هذه المرة في طلبه الغريب ،واث ًقا ومن ثم يصبح غير هذا الصباح ،عندما قلت لك أن
أنها لا بد لها أن تطيعه في نهاية مسؤول عما يبدر منه تحصلي على حبيب ،لم يكن من
أجلك ،بل لأجلي ،لأني لا أريد
الأمر من أجل إنقاذ حياته! من أقوال أو أفعال. أن أموت ،أنا خائف ،أتفهمينني؟
لذلك حينما تصيبه نوبة أخرى لكن ،أيا كان السبب سنكون أنا وأنت يا بيس ،افعليها
من الاختناق ويدخل إلى غرفة الذي دفعه إلى طلب مثل
العمليات؛ تسرع للحديث مع الله هذا الأمر من زوجته من أجلي! فترد بثقة أكبر :لا
لتقول له :لا تدعه يموت .ليرد -وهو ما لم يهتم المُخرج أستطيع .لكنه يقول لها :أرجوك!
عليها :ولماذا لا أتركه يموت؟! بإيضاحه عام ًدا لاهتمامه بالفكرة
فترد ُمتضرعة :لأني أحبه .لكنه أكثر من ُمسبباتها -فهو ما لا رغم أننا قد تقبلنا الطلب الأول
يمكن لنا تقبله؛ لأن الأمر قد منه إلى حد ما باعتباره طلبًا
يرد عليها ببرود :تقولين هذا تحول إلى طلب مرضي ُمدهش،
دائ ًما ،ولكني لا أرى هذا الحب. كما أنه على ثقة تامة بأن عشق إنسانيًّا من زوج ُمحب لزوجته
لتقول :لا شيء يمكن لي أن أفعله، بيس له ،وإيمانها به ،وشعورها الشابة التي س ُتحرم من حياتها
لا يوجد شيء على الإطلاق .لكنه بالذنب لأنها تعتقد بكونها السبب
يقول لها :اثبتي حبك له ،وبعدها فيما حدث له ،ورغبتها العارمة أمام عجزه ،لكن الأمر هنا قد
في فعل أي شيء من أجل عودته تطور بشكل مرضي لا يمكن
سأتركه يعيش! للحياة الطبيعية ،وثقتها بكل ما تقبله؛ فهو يطلب منها ُمضاجعة
ألا ُنلاحظ من خلال هذا الحوار يخبرها به وكأنه حقيقة لا يمكن الرجال من أجل أن تعود وتحكي
إنكارها ،أو أنها من تعليمات الله، له ُمغامراتها الجنسية مع غيره،
مع الله أن بيس التي ُتجري فض ًل عن طفوليتها في سلوكها وهو ما ُيدلل ويؤكد على مرض
وتفكيرها ،كل هذا سيجعلها حاد ،التلصص ،قد بات يتملكه،
تطيعه في أي شيء من المُمكن أن ومن المُمكن أي ًضا رد هذا الطلب
يطلبه منها ،وهو ما اعتمد عليه إلى تشوشه الذهني التام بسبب
وفرة الأدوية التي يتناولها،
أي أنه تحت تأثير الدواء طوال
الوقت؛ الأمر الذي يجعله يخرف،