Page 259 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 259

‫‪257‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫سينما‬

 ‫إذن‪ ،‬فلقد وصل الأمر ببيس إلى‬         ‫إحدى المناطق النائية في القرية‬    ‫لكنه يرد عليها بلا ُمبالاة‪ ،‬وربما‬
    ‫مرحلة لا يمكن الرجوع منها‬        ‫لمُضاجعتها في الطريق‪ ،‬لكن قس‬       ‫للمزيد من التشجيع لها وتهوين‬
   ‫مرة أخرى؛ لذلك حينما يخرج‬         ‫الكنيسة يراها ُمصطحبة للرجل‬
                                     ‫خلفها على دراجتها؛ الأمر الذي‬         ‫الفعل‪ :‬مريم المجدلية أخطأت‪،‬‬
‫يان من إحدى العمليات ويخبرها‬                                                    ‫وهي من ضمن أحبابي!‬
  ‫بأنها لم تفعل ما طلبه منها كما‬      ‫يجعل رجال الدين في الكنيسة‬
   ‫رغب تسمعهما دودو؛ فتنتحي‬           ‫يغضبون منها بسبب سلوكها‬              ‫إن الإله العابث يدفعها للمزيد‬
 ‫بها صافعة إياها لتقول بغضب‪:‬‬           ‫واختلاطها بالرجال؛ ومن ثم‬        ‫من العبث الذي توغل فيه بسبب‬
     ‫هل تنامين مع رجال آخرين‬         ‫يحذرونها من غضبهم وغضب‬
  ‫كي تشبعي تخيلاته المريضة؟!‬       ‫الرب عليها‪ ،‬لكنها حينما تعود إلى‬        ‫زوجها وعشقها له؛ لذا حينما‬
    ‫فترد بيس واثقة‪ :‬لقد تحسن‪.‬‬      ‫يان وتحكي له عن أمر ُممارستها‬             ‫تعود إلى زوجها في المشفى‬
  ‫لكن دودو ترد‪ :‬لا‪ ،‬لم يتحسن‪،‬‬      ‫الجنس مع أحد الرجال تشعر بأن‬
                                   ‫حالته الصحية قد تحسنت إلى حد‬           ‫وتحكي له ُتلاحظ أن حالته قد‬
‫هذه هي الحالة يا بيس‪ ،‬في بعض‬       ‫ما؛ وهو الأمر الذي يجعلها توغل‬         ‫تحسنت؛ فتؤمن أن ُممارستها‬
    ‫الأحيان يتحسن‪ ،‬وفي بعضها‬           ‫في الأمر ُمعتقدة أنه الصواب!‬
                                      ‫إن إيمان بيس بما وصلت إليه‬            ‫للجنس مع الرجال هو المُنقذ‬
‫يسوء وضعه‪ ،‬هذا ليس له علاقة‬           ‫يجعلها غير راغبة في الاستماع‬        ‫الحقيقي والوحيد له من الموت‪،‬‬
    ‫بما تفعلين‪ ،‬كل هذا الهراء في‬        ‫إلى أي أحد؛ فالأهم لديها هو‬
    ‫رأسك فحسب! لكن بيس ترد‬           ‫إنقاذ حياة زوجها الذي تعشقه‪،‬‬            ‫وهو ما أوهمها به‪ ،‬رغم أن‬
                                   ‫والذي نجح في الاستحواذ الكامل‬          ‫حقيقة الأمر غير ذلك؛ فالزوج‬
‫بعشق‪ :‬إنه زوجي‪ ،‬والرب قال أن‬        ‫عليها؛ لذا لا تصدق دودو حينما‬        ‫حالته الصحية ُمضطربة‪ ،‬وغير‬
 ‫أحترمه‪ .‬لتقول دودو‪ :‬حسنًا‪ ،‬إذا‬    ‫تقول لها‪ :‬لا تتأملي كثي ًرا‪ ،‬حسنا؟‬   ‫ُمستقرة‪ ،‬وهو الأمر الذي يجعله‬
 ‫كان ذلك هو الاحترام‪ ،‬إذن لعلي‬         ‫دكتور ريتشاردسون قال‪ :‬إن‬          ‫في خير حال أحيا ًنا‪ ،‬وفي أحيان‬
                                    ‫حالة يان من المُمكن لها أن تسوء‬         ‫أخرى شديد السوء على شفا‬
   ‫أنا المُخطئة‪ .‬فترد بيس‪ :‬حسنًا‪،‬‬   ‫ُمجد ًدا‪ .‬لكن بيس ترد بإيمان‪ :‬أنا‬     ‫الموت‪ ،‬ولكن لأن بيس يتملكها‬
     ‫أنت لست من هنا‪ ،‬صحيح؟‬         ‫التي أنقذت حياته‪ ،‬يمكنني إنقاذها‬       ‫الهلع على فقدان زوجها المُحبة‬
                                     ‫مرة أخرى! فتقول دودو‪ :‬بيس‪،‬‬
   ‫لتقول دودو غاضبة‪ :‬ك َّل‪ ،‬وأنا‬       ‫عم تتحدثين؟! فتقول‪ :‬أخبرت‬             ‫له‪ ،‬ولأنه قد زرع في ذهنها‬
 ‫سعيدة بأني لست من هنا‪ ،‬كلام‬        ‫يان قص ًصا عن الحب وكأننا كنا‬         ‫الطفولي العاشق بأن الحب هو‬
 ‫الناس يجعلني أتقيأ‪ .‬فترد بيس‪:‬‬       ‫مع بعضنا البعض‪ ،‬يمكن للحب‬            ‫الشيء الوحيد الذي من المُمكن‬
  ‫لكنك تسكنين هنا‪ ،‬وتذهبين إلى‬     ‫أن ينقذ يان‪ ،‬يجب عليه ألا ينسى‬       ‫له أن ينقذه من الموت‪ ،‬ولأنها قد‬
  ‫الكنيسة‪ .‬تقول دودو‪ :‬نعم‪ ،‬لكن‬         ‫الحب‪ ،‬هو قال هذا‪ ،‬ويخبرني‬          ‫صادف لها أن رأت زوجها في‬
 ‫هذا لا يعني ألا أنظر إلى الأشياء‬   ‫ماذا عليَّ أن أفعل‪ .‬لكن دودو ترد‬   ‫حالة جيدة بعدما فعلته وحكته له؛‬
  ‫بمنظوري الخاص‪ .‬فتقول بيس‬           ‫ُمتشككة في قواها العقلية‪ :‬بيس‪،‬‬     ‫فلقد اقتنعت بأن هذا هو السبيل‬
                                       ‫أنا سعيدة لأنك تستمعين إلى‬
      ‫غاضبة‪ :‬لم لا ترحلين إذن؟‬     ‫يان‪ ،‬لكن لا تدعيه يستحوذ عليك‪،‬‬                    ‫الوحيد لإنقاذ يان‪.‬‬
                ‫زوجك قد مات!‬       ‫المرض له قوة خارقة‪ .‬إلا أن بيس‬          ‫ينتقل المُخرج إلى فصل جديد‬
                                    ‫ترد بيقين‪ :‬لقد أنقذت يان‪ .‬الأمر‬       ‫ليكتب على الشاشة‪Chapter :‬‬
 ‫إن رد بيس الصارم والحاد على‬       ‫الذي يجعل دودو ترد بغضب‪ :‬لا‬           ‫‪ Six: Faith‬إيمان‪ ،‬وهو الفصل‬
  ‫دودو ‪-‬أقرب الناس إليها‪ -‬إنما‬                                            ‫الذي ستؤمن فيه بيس بكل ما‬
                                             ‫تتكلمي هكذا؛ إنه غباء!‬        ‫يطلبه زوجها وتفعله من أجل‬
     ‫ُيدلل على أنها قد وصلت إلى‬                                         ‫إنقاذه مما هو فيه! فنراها تذهب‬
 ‫حالة من الإيمان بمرض زوجها‬                                                ‫إلى بيت إحدى داعرات القرية‬
‫السيكولوجي ‪-‬التلصص‪ -‬لدرجة‬                                                ‫طالبة منها إعارتها ثو ًبا لتلبسه‪،‬‬
                                                                          ‫ومن ثم تذهب إلى أحد البارات‬
      ‫أنها لا يمكن لها أن تصدق‬                                            ‫لاصطياد أحد الرجال وتأخذه‬
  ‫سواه‪ ،‬بل لقد تبنت الأمر حينما‬                                           ‫خلفها على دراجتها للذهاب إلى‬

    ‫اعتقدت أن ما تفعله سيشفيه‬
     ‫و ُيحسن من حالته الصحية‬
   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264