Page 255 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 255

‫رغبة ال ُمخرج في الإيغال داخل هذا‬

‫العالم ال ُمتدين الصارم ووصفه لنا‬

‫ك ُمشاهدين تتمثل في العديد من‬

‫المشاهد التي حرص عليها من أجل‬

‫وصفه وص ًفا دقي ًقا؛ وهو الوصف الذي‬

‫لا بد له من دفعنا لأخذ موقف ُمضاد‬

‫ورافض له‪ ،‬فرجال الكنيسة‪ ،‬مثًل‪،‬‬

‫يرفضون أن تكون للكنيسة أجراس‬                                             ‫بيتر أسموسن‬

‫باعتبار أنهم ليسوا في حاجة إلى وسيط‬                                          ‫هنا تتسع ابتسامتها الراضية‬
            ‫من أجل عبادة الله!‬                                             ‫لمُجرد أنه سيظل على قيد الحياة‬
                                                                            ‫حتى لو كان مشلو ًل تما ًما! إنه‬
   ‫لكنها ُتفاجأ به يقول لها‪ :‬هلا‬      ‫بالجميع لمُجرد مشاعرهم الجميلة‬     ‫العشق الاستحواذي المتفاني تما ًما‬
‫تفعلين شيئًا ما لي؟ فترد بطاعة‪:‬‬             ‫تجاه بعضهم البعض‪ .‬وهو‬        ‫في الآخر الذي يجعل ُمجرد حياته‬
                                                                          ‫حتى لو كانت من دون أي فائدة‬
     ‫نعم‪ .‬يقول‪ :‬في المرة القادمة‬        ‫الإله الذي يتحدث عنه القس في‬
    ‫حينما تأتين هل يمكنك لبس‬            ‫الكنيسة قائ ًل لجمهور المصلين‪:‬‬       ‫نعي ًما لا يمكن الاستغناء عنه‪.‬‬
‫شيء فضفاض أكثر؛ كي لا أرى‬               ‫أقول لكم‪ ،‬إذا كانت هناك إحدى‬           ‫لكن بيس تشعر بالكثير من‬
                                                                              ‫الدهشة وعدم الفهم للموقف‬
                      ‫جسدك؟‬                 ‫الوصايا التي لا تحبون ولا‬
   ‫إن هذه الجملة التي قالها يان‬         ‫تطيعون؛ لن يكون لكم مكان في‬       ‫الذي باتت فيه؛ لذا تتوجه إلى الله‬
  ‫لبيس كانت شديدة القسوة في‬                                                ‫للحديث معه وسؤاله‪ :‬أيها الأب‪،‬‬
  ‫وقعها على سمعها؛ الأمر الذي‬             ‫الجنة! أي أنهم يتوجب عليهم‬
   ‫آلمها كثي ًرا‪ ،‬لكننا لا بد لنا من‬  ‫الطاعة العمياء من دون تفكير وإلا‬       ‫هل أنت هناك؟ ما زلت هناك؟‬
    ‫تفهم موقف الزوج هنا‪ ،‬فهو‬                                              ‫ليرد عليها‪ :‬بالطبع بيس‪ ،‬تعلمين‬
   ‫الشاب الذي بات عاج ًزا تما ًما‬        ‫فسيكون الجحيم هو مصيرهم‬
 ‫إلا عن النظر فقط؛ ومن ثم فهو‬           ‫الأبدي ‪-‬لاحظ أن جميع الأديان‬        ‫هذا جي ًدا‪ .‬فتسأله حائرة‪ :‬ماذا‬
‫يشعر بالكثير من الألم والحسرة‬          ‫تنادي بنفس المبدأ الخانع اللاغي‬    ‫يحدث؟! ليرد عليها‪ :‬لقد أرد ِت أن‬
                                      ‫للعقل والتفكير‪ -‬تظل بيس بجوار‬       ‫يعود يان‪ .‬فتبكي بيس قائلة‪ :‬لقد‬
     ‫والعجز أمام زوجته الشابة‬           ‫زوجها داخل المشفى راعية إياه‬
‫الجميلة التي لا يستطيع ُممارسة‬                                              ‫غيرت رأيي‪ .‬هنا يرد عليها الله‬
                                            ‫بعشق أسطوري‪ ،‬ولا تنتقل‬        ‫بقسوة موب ًخا‪ :‬لأنك بنت صغيرة‬
  ‫الحب معها أو حتى لمسها بيده‬            ‫بعي ًدا عنه للحظة واحدة ُمؤكدة‬   ‫وغبية بيس كان عليَّ أن أختبرك‪،‬‬
  ‫المشلولة إلى جواره‪ ،‬وهو الأمر‬        ‫له عشقها غير المشروط‪ ،‬و ُمبدية‬
 ‫الذي يجعله أي ًضا ين ِّحي بوجهه‬        ‫له سعادتها الجمة بوجوده حيًّا‬        ‫وضعت حبك ليان على المحك‪.‬‬
                                        ‫رغم عجزه التام عن أي حركة‪،‬‬           ‫فترد يائسة راضية‪ :‬شك ًرا لك‬
                                                                          ‫لأنك لم تدعه يموت‪ .‬فيقول‪ :‬على‬

                                                                                    ‫الرحب والسعة بيس!‬
                                                                           ‫هذا هو الإله الذي يرغب لارس‬
                                                                         ‫فون في تقديمه‪ ،‬الإله الذي يبطش‬
   250   251   252   253   254   255   256   257   258   259   260