Page 252 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 252

‫العـدد ‪34‬‬                           ‫‪250‬‬

                                     ‫أكتوبر ‪٢٠٢1‬‬

   ‫وشخصيتها‪ -‬وقد تكون لفرط‬            ‫آمر باعتباره يتحدث إليها‪ ،‬بينما‬      ‫أكثر رومانسية‪ .‬لكنها ترد عليه‬
  ‫حبها لله‪ ،‬وإخلاصها الشديد له‪،‬‬      ‫تتحدث بصوت رقيق ناعم طفولي‬               ‫ُمتشبثة برغبتها‪ :‬هنا جميل‪.‬‬
 ‫تصدق بالفعل أنه يحادثها؛ ومن‬
   ‫ثم تكون هناك حالة من حالات‬             ‫حينما ُتحادثه‪ ،‬فنراها تقول‪:‬‬      ‫فيعود للتساؤل‪ُ :‬متأكدة؟! لترد‬
                                     ‫أشكرك على أعظم هبة‪ ،‬هبة الحب‪،‬‬           ‫عليه‪ :‬ماذا يجب عليَّ أن أفعل!‬
      ‫الحلول لله فيها عند لحظات‬                                              ‫أي أنها تجهل تما ًما كيف من‬
‫ُمحادثتها معه‪ ،‬وربما يكون هناك‬          ‫أشكرك على يان‪ ،‬إني محظوظة‬           ‫المُمكن أن يتم الأمر بينهما؛ لذا‬
                                        ‫لأنك أعطيتني كل هذه الهبات‪.‬‬
     ‫تفسيرات أخرى أكثر وجاهة‬             ‫لكن رد الله عليها حينما ُتغلق‬     ‫تسأله عما يجب عليها أن تفعله‬
    ‫لهذه المُحادثات‪ ،‬لكن ما يمكن‬     ‫عينيها وترد بصوته كان ُمده ًشا‪،‬‬     ‫من أجل إتمامه‪ ،‬ليقترب منها يان‬
  ‫اليقين منه والاتفاق عليه هو أن‬        ‫دا ًّل على تهديده الدائم ووعيده‬
  ‫الله هنا ُمجرد كائن ُمنفر‪ ،‬قاس‪،‬‬     ‫حينما نسمعها تقول على لسانه‪:‬‬          ‫ويضاجعها واق ًفا بعدما ألصق‬
‫ُمعذب للآخرين‪ ،‬يسعده تعاستهم‪،‬‬         ‫لكن تذكري أن تكوني بنت جيدة‬                      ‫ظهرها إلى الحائط‪.‬‬
                                         ‫يا بيس‪ ،‬لعلمك‪ ،‬أعطيتك إياهم‬
                     ‫وتهديدهم!‬         ‫وبإمكاني أخذهم! لترد بخوف‪:‬‬        ‫ُنلاحظ أن المُخرج قد قدم المعلومة‬
 ‫ُسرعان ما يقطع لارس فون مرة‬          ‫ماذا؟! لم أعن ذلك‪ ،‬نعم‪ ،‬سأكون‬         ‫من خلال هذا المشهد‪ ،‬وحينما‬
  ‫أخرى بعد هذا المشهد الذي كان‬          ‫جيدة‪ ،‬سأكون جيدة ج ًّدا ج ًّدا‪.‬‬
                                        ‫إن الرد الذي سمعناه‪ ،‬هنا‪ ،‬من‬      ‫ينتهي يان من ُمضاجعتها يلحظ‬
   ‫بمثابة رد بيس على يان حينما‬           ‫الله على لسان بيس إنما ُيدلل‬     ‫د ًما على فستان زفافها؛ فيخبرها‬
     ‫سألها مع من كنت تتحدثين؛‬            ‫على إله ُمهدد‪ ،‬متوعد‪ ،‬صارم‪،‬‬
     ‫ليعود إليهما في ليلة زفافهما‬                                           ‫بالأمر‪ ،‬وهو ما يجعلها تغسل‬
 ‫الأولى التي نرى فيها بيس تتأمل‬             ‫قاس‪ ،‬حاد‪ُ ،‬مخيف‪ُ ،‬يشعر‬             ‫بقعة الدم قبل خروجها من‬
  ‫يان ُمندهشة ضاحكة كالأطفال‬            ‫الجميع بالخوف والخشية منه‬
 ‫حينما يتعرى تما ًما من ملابسه‪،‬‬                                             ‫الحمام لاستئناف حفل الزواج‬
   ‫بل نراها تبدأ في تلمس جسده‬              ‫في ُمقابل أن يكون محبو ًبا‪،‬‬   ‫الذي ينتهي على ذهابهما إلى منزل‬
    ‫ببراءة وكأنها تستكشف عالمًا‬         ‫أي أنهم يعبدونه خشية وليس‬
‫غريبًا‪ ،‬ساح ًرا تدخله للمرة الأولى‪،‬‬    ‫حبًّا كما تقول تعاليم المسيحية‪،‬‬      ‫الزوجية للاستمتاع ببعضهما‬
 ‫و ُسرعان ما تضحك بصوت عا ٍل‬          ‫والأديان كلها‪ ،‬كما سنلحظ‪ ،‬هنا‪،‬‬           ‫البعض‪ ،‬فيقطع المُخرج على‬
  ‫كالأطفال كلما لمست عض ًوا من‬
 ‫جسده لا سيما حينما تصل يدها‬              ‫في المُحادثة الثنائية بين بيس‬    ‫شاشة ثابتة مصحوبة بأغنيات‬
 ‫إلى عضوه الذكري؛ فتستلقي على‬         ‫ونفسها‪ ،‬أو بالأحرى بينها وبين‬       ‫السبعينيات ليكتب على الشاشة‪:‬‬
   ‫ظهرها ضح ًكا وكأنها اكتشفت‬          ‫الله أنها قد تكون ُمصابة بحالة‬     ‫‪Chapter two: Life With Jan‬‬

                    ‫لعبة جديدة!‬          ‫ذهانية تتخيل فيها الله الحاد‪،‬‬                    ‫الحياة مع يان‪.‬‬
 ‫إن رغبة المُخرج في الإيغال داخل‬      ‫الصارم‪ ،‬القاسي‪ ،‬غير المُتعاطف‪،‬‬            ‫إن هذا الاكتشاف ‪-‬كونها‬
‫هذا العالم المُتدين الصارم ووصفه‬     ‫المُتمتع بالقسوة‪ ،‬وهي الفكرة التي‬        ‫عذراء‪ -‬يجعل يان ُمندهشا؛‬
                                       ‫رباها عليها آباء الكنيسة؛ الأمر‬       ‫حتى أنه يسألها حينما يختلي‬
   ‫لنا ك ُمشاهدين تتمثل في العديد‬      ‫الذي يجعلها تتخيل أنه ُيحادثها‬       ‫بها في منزلهما‪ :‬كيف تحمل ِت؟!‬
‫من المشاهد التي حرص عليها من‬                                                   ‫كيف استطع ِت الابتعاد عن‬
                                         ‫ويرد عليها‪ ،‬أي أنها في نهاية‬         ‫ال ُشبان؟! لترد عليه ببساطة‬
   ‫أجل وصفه وص ًفا دقي ًقا؛ وهو‬       ‫الأمر قد تحولت ‪-‬نتيجة التربية‬       ‫وطبيعية‪ :‬انتظرتك! فيقول‪ :‬نعم‪،‬‬
  ‫الوصف الذي لا بد له من دفعنا‬         ‫الدينية الصارمة‪ -‬إلى شخصية‬          ‫لكنك كنت وحيدة‪ ،‬مع من كنت‬
  ‫لأخذ موقف ُمضاد ورافض له‪،‬‬                                                 ‫تتحدثين؟ فيقطع المُخرج بفنية‬
 ‫فرجال الكنيسة‪ ،‬مث ًل‪ ،‬يرفضون‬              ‫ُمنقسمة على ذاتها قد تكون‬     ‫عالية على مشهد بيس في الكنيسة‬
‫أن تكون للكنيسة أجراس باعتبار‬            ‫ُمصابة بالفصام؛ مما يجعلها‬       ‫‪-‬باعتبار أن هذا القطع هو ردها‬
  ‫أنهم ليسوا في حاجة إلى وسيط‬            ‫تتقمص الشخصيتين معا عند‬           ‫عليه‪ -‬لنراها ُتجري ُمحادثة مع‬
                                     ‫إجراء الحديث معه ‪-‬شخصية الله‬           ‫الله تتقمص فيها شخصية الله‬
                                                                            ‫تارة بإغماض عينيها وتقليدها‬
                                                                         ‫لصوت عميق حاد‪ ،‬صارم‪ ،‬قاس‪،‬‬
   247   248   249   250   251   252   253   254   255   256   257