Page 256 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 256

‫العـدد ‪34‬‬                              ‫‪254‬‬

                                   ‫أكتوبر ‪٢٠٢1‬‬

   ‫بسمتك مرسومة‪ ،‬هل تفهمني؟‬        ‫آخر من دون أن يلاحظ أحد‪ ،‬لكن‬            ‫بعي ًدا عنها حينما ترغب في تقبيل‬
‫ألا ُنلاحظ في مثل هذا الحوار بين‬   ‫لا يمكنك تركي؛ لن يدعوك تفعلين‬             ‫شفتيه؛ لأن تقبيلها له يشعره‬
‫دودو ويان ما يؤكد لنا أن الموقف‬
‫برمته ُمجرد موقف إنساني بحت‬          ‫ذلك‪ .‬لتتأمله بيس لفترة صامتة‬          ‫بالمزيد من العجز والألم الشديد‪.‬‬
                                       ‫ُمندهشة ُمستنكرة‪ ،‬ثم تخرج‬              ‫تشعر بيس بالكثير من الذنب‬
  ‫يحاول من خلاله الزوج البحث‬                                                ‫تجاه زوجها؛ لظنها بأنها كانت‬
   ‫عن سعادة زوجته التي ُحرمت‬        ‫صامتة من الغرفة‪ ،‬لكنها ُسرعان‬
‫منها للأبد نتيجة عجزه التام؟ إذن‬       ‫ما تعود باكية لتقول غاضبة‪:‬‬          ‫السبب الرئيس فيما حدث للزوج‬
‫فليس في طلبه الذي طلبه منها أي‬                                                ‫حينما طلبت من الله أن يعيده‬
 ‫شيء غريب أو ما يمكن أن ُيلام‬        ‫هل هذا ما تعتقد إني أريد؟! أيها‬          ‫إليها‪ ،‬وهو ما يتأكد لنا حينما‬
 ‫عليه‪ ،‬لكن رد دودو عليه كان من‬                              ‫المسخ‪.‬‬
 ‫الخطورة ما جعل ذهنه وتفكيره‬                                              ‫تقول للطبيب ريتشاردسون ‪-‬قام‬
   ‫يتطورا بشكل آخر ليطلب منها‬      ‫إن طلب يان من زوجته كي تبحث‬             ‫بدوره المُمثل الإنجليزي ‪Adrian‬‬
    ‫فيما بعد طلبات أكثر غرابة لم‬     ‫عن رجل آخر ليمنحها مشاعره‬                  ‫‪ Rawlins‬أدريان رولينز‪:-‬‬
                                        ‫واهتمامه فيه ما يمكن تقبله‬           ‫ما حدث على تلك السفينة كان‬
               ‫نكن نتوقعها منه‪.‬‬       ‫إلى حد ما؛ حيث يشعر تجاهها‬               ‫خطئي‪ .‬فيرد عليها ُمنده ًشا‪:‬‬
    ‫ُيصاب يان بأزمة في التنفس؛‬        ‫بالكثير من الذنب باعتبارها ما‬          ‫كيف؟! لتقول حزينة‪ :‬تضرعت‬
    ‫الأمر الذي استدعى نقله مرة‬       ‫زالت شابة صغيرة س ُتحرم من‬                 ‫إلى الله كي يعيده إل َّي‪ .‬ليرد‬
    ‫أخرى للمشفى‪ ،‬وحينما تعود‬          ‫الحب والعشق للأبد ما دام قد‬         ‫ضاح ًكا‪ :‬حسنًا‪ ،‬يا لها من قدرات‬
   ‫بيس إلى المنزل للاعتذار له عن‬        ‫وصل إلى هذه الحالة التي لا‬          ‫تمتلكينها‪ ،‬هل تعتقدين ح ًّقا أنك‬
‫سبابها لا تجده؛ فتسرع للمشفى‬                                                ‫تمتلكين مثل هذه القدرات؟! أي‬
 ‫ُمضطربة‪ ،‬لتلومها دودو لأنها قد‬    ‫يمكن له فيها أن يتحرك قيد أنملة‪،‬‬           ‫أن بيس تشعر بالذنب الهائل‬
                                   ‫أي أنه لفرط عشقه لها‪ ،‬ولشعوره‬           ‫بأنها السبب فيما حدث لزوجها؛‬
                   ‫تركته وحده‪.‬‬     ‫بالذنب تجاهها قد طلب منها ذلك؛‬           ‫لذا فشعور الذنب من المُمكن له‬
   ‫تعتذر بيس لزوجها لكنه يقول‬                                             ‫أن يدفعها لفعل أي شيء من أجل‬
  ‫لها ‪-‬في تطور خطير لتفكيره‪:-‬‬         ‫ومن ثم يبدو الطلب حتى الآن‬              ‫إنقاذ حياة الزوج وعودته إلى‬
  ‫الحب قدرة خارقة‪ ،‬أليس كذلك؟‬         ‫طبيعيًّا ُمغر ًقا في إنسانيته‪ ،‬كما‬        ‫حياته الطبيعية مرة أخرى‪.‬‬
‫إذا ُمت سيكون الأمر لأن الحب لم‬    ‫أن رد فعلها كان أكثر طبيعية من‬             ‫يقطع المُخرج مرة أخرى على‬
 ‫يستطع إنقاذي‪ ،‬لكني لا أستطيع‬         ‫امرأة عاشقة لزوجها حتى أنها‬          ‫مشهد ثابت ليكتب على الشاشة‪:‬‬
                                     ‫لا ترى العالم إلا من خلاله هو‪،‬‬           ‫‪ Chapter five: Doubt‬شك‪.‬‬
     ‫تذكر كيفية ُمطارحة الغرام‪،‬‬        ‫وهو الأمر الذي جعلها تشعر‬           ‫وهو الفصل الذي ينتقل فيه يان‬
   ‫وإذا نسيت هذا الشيء؛ عندها‬        ‫بالغضب الشديد من طلبه حتى‬                ‫من المشفى إلى منزل الزوجية‬
     ‫سأموت‪ ،‬هل تتذكرين عندما‬          ‫أنها سبته وتركته وحي ًدا‪ ،‬لكن‬          ‫حيث تتفانى بيس في تمريض‬
    ‫هاتفتك من السفينة؟ تطارحنا‬       ‫حينما تدخل عليه دودو وتجده‬           ‫زوجها والبقاء معه بسعادة بالغة‬
 ‫الغرام عبر الهاتف‪ .‬فتسرع بيس‬       ‫وحي ًدا يقول لها‪ :‬يجب أن تعترفي‬       ‫لمُجرد أنه ما زال يتنفس‪ ،‬ومن ثم‬
  ‫قائلة‪ :‬هل تريدني أن أتكلم معك‬     ‫أنها كانت سعيدة عندما تزوجنا‪،‬‬            ‫تنسى العالم بأكمله من حولها‬
    ‫بتلك الطريقة؟ أحب ذلك‪ .‬لكنه‬     ‫أزهرت وتفتحت‪ ،‬أليس كذلك؟ لا‬              ‫تفانيًا في عشقه‪ ،‬فنراها تحتفل‬
 ‫يقول لها‪ :‬بيس‪ ،‬أريدك أن تجدي‬         ‫أستطيع الرقود هنا فحسب‪ ،‬لا‬           ‫بعيد ميلاده لتأتي له بلعبة ُتدلل‬
 ‫رج ًل تطارحينه الغرام‪ ،‬وتعودي‬       ‫أستطيع حتى ُمطارحتها الغرام‪،‬‬           ‫على طفولتها‪ ،‬وحينما ترغب في‬
   ‫إل َّي لتخبريني! سأشعر أننا مع‬      ‫يجب عليها أن تذهب من هنا‪،‬‬            ‫تقبيل شفتيه ينحي وجهه بعي ًدا‬
     ‫بعضنا ُمجد ًدا‪ ،‬هذا سيبقيني‬       ‫ساعديني‪ ،‬دعيها تنطلق حرة‪.‬‬             ‫عنها ليقول لها‪ :‬لقد انتهيت يا‬
     ‫على قيد الحياة! فترد بعشق‪:‬‬    ‫لترد عليه دودو‪ :‬ستفعل أي شيء‬              ‫بيس‪ ،‬يمكنك أن تحبي شخ ًصا‬
    ‫لا‪ ،‬لا أستطيع‪ .‬لكنه يقول لها‪:‬‬  ‫من أجلك يا يان‪ ،‬أنت تعرف ذلك‪،‬‬
                                    ‫هي لا تهتم بنفسها ُمطل ًقا‪ ،‬لكنها‬
                                    ‫ستفعل أي شيء من أجلك‪ ،‬لترى‬
   251   252   253   254   255   256   257   258   259   260   261