Page 31 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 31
29 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
ووجودنا ولا معالم
غدونا ورواحنا ،ولا
طرائق تفكيرنا ،ولا
مسالك حياتنا ،فكلما
علا منسوب القهر
والفقر في طرائق
التعليم ومحتوياته
واستراتيجياته علا
منسوب فوضى الفكر
وعشوائيات الروح
واضطراب اللغة
وارتباك الوجدان
فزاد (اللت والعجن
والرطرطة) في الكلام
الفاضي والمليان.
عبد التواب يوسف خالد عبد الغفار جون لوك ص.43
تعليم قائم على
إنه مغرم بالعقل السائد العام ،وموقن بالبديهيات السيطرة والخضوع .والتلقي الخارجي يهيئ
الكلية المشتركة التي صنعتها اللغة العامة السائدة،
الطالب ليكون خصيًّا منزوع القلق والعقل
ومستريح إلى الجوهر السامي الكلي الكامن وراء والروح والخيال ،مواطنًا صال ًحا في مملكة
التصورات والنظم والقيم ،إن تسلطنا على الواقع الخنوع والخضوع .ويتوالى هذا التسلسل الخانع
المحيط بنا يفقدنا ذاتنا والواقع أي ًضا في الوقت بصورة عمودية تراتبية صارمة من لدن الوالد،
نفسه .حتى لنتحول إلى ظلال كثيفة تمتد بشراهة
فالمدرسة فالأستاذ ،فالجامعة ،فالجامع ،فالحاكم،
شرية لتحجب عن نفسها نور الواقع الحي.
ص.35 فالمحكومين .ينتقل ميراث الخضوع من الصغير
لا بد أن نطرح في الأدبيات الثقافية الخاصة إلى الكبير فالأكبر حتى أعلى رأس في الدولة،
بالتربويات العربية المعاصرة مفاهيم جديدة
وبصيرة لمصطلح «التربية» ،فهل تكون التربية الجميع خاضع لنظام تلقيني صارم يأتيه من
للتربية أم للحياة؟! هل التربية والتعليم تخزين
وتكديس للمعلومات المستقاة من الكتب في مخازن خارجه لا من داخله ،مما يجعل حياتنا مجرد قيام
عقولنا أم التربية انفتاح وحوار على كل قنوات
الحياة للتحليل والمقارنة والموازنة والاستنتاج بأدوار ينتظرها الآخرون منا ،لا حياة حية حرة
وإعادة التركيب والبناء؟! هل التعليم والتربية سير
أحادي من المدرس للطالب ،ومن الطالب للمدرس صادقة نعيشها بكامل إرادتنا ومحض حريتنا
إلى الأبد أم سير حي مركب مفتوح بين المدرسة
والطالب والمجتمع والمنهج والتجربة والتفكيك إلى وعفويتنا ومرح بهجتنا.
الأبد؟! نفعل هذا أو نعيه بناء على الإنصات الحي
الخلاق لحيوية الواقع ،وطزاجة تحولاته الحية؟ من المؤكد أن نظامنا الثقافي والتعليمي يدشن
الأنانية والاستقطاب والاستعلاء بغير الحق.
ص.12
إن محور التعليم العربي يتركز في حبس الأشياء
والموجودات داخل سجون التصورات ،تعليمنا لا
يطلق العقول والأرواح ،إنه لا يحلل ،ولا يقارن،
ولا يوازن ،ولا يستنتج ،ولا يركب ،ولا يتخيل في
ضوء الخطأ التجريبي ،بل يبعثر المتكامل ،ويجزئ
المتدامج ،ويفكك المتواصل ،ويجمد المتحول المتغير،