Page 36 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 36

‫العـدد ‪34‬‬    ‫‪34‬‬

                                                    ‫أكتوبر ‪٢٠٢1‬‬

‫في دائرة الضوء وفي قائمة اهتمامات فضاء التداول؛‬      ‫من سياق معرفي أكبر ومثال على حالة ثقافية وعلى‬
‫إن الخروج بالعملية النقدية من هذا الخندق الضيق‬      ‫ما يمكن تسميته قناعات وصلت إليها جماعة بعينها‬
                                                    ‫في أثناء مسيرها عبر الزمن في مرحلة زمنية محددة‬
   ‫وتخليص الكتابة النقدية من أكاديميتها الصارمة‬     ‫تستدعي الوقوف المتأمل؛ إن هذه النظرة التي ترنو‬
  ‫ومنهجيتها ذات الجمهور القليل المحدود ضرورة‬
‫ملحة لتشكيل وعي جديد أكثر نض ًجا يمتلك معايير‬          ‫النضج وتسعى إلى توسيع دائرة اهتمامها قد لا‬
‫تغاير بشكل جذري ما سبق‪ ،‬يرى في النص مستن ًدا‬           ‫تكون جه ًدا فرد ًّيا‪ ،‬ولكنها بمثابة مشروع بحثي‬
   ‫يحمل معه أبعا ًدا تفوق جمالياته ودلالاته الظاهر‬  ‫جماعي يحتفي بتوزيع الأدوار وينفتح في معالجاته‬
   ‫منها والعميق؛ ليكون حلقة في سلسلة فيها غيره‬        ‫على أشكال الفكر الأخرى التي تساعد في تحصيل‬
‫من حقول الفكر‪ ،‬من وسائل التعبير الأخرى‪ ،‬ولعل‬
  ‫ما يسمى بالنقد الثقافي الذي طرأ على الساحة منذ‬          ‫إجابات لهذه القضية التي تسعى إلى الخروج‬
  ‫زمن ليس ببعيد يعد خطوة على الطريق الصحيح‬           ‫بالعملية الأدبية من حالة حضور زائفة تم التعامل‬

     ‫في الارتقاء بقراءة الأدب وتخليص النظرة إليه‬         ‫معها لأزمنة ممتدة‪ ،‬ترى أن للأدب استقلاليته‬
   ‫من شوائب تعزله وتضعه في هامش الحياة؛ على‬             ‫وعزلته عن باقي أنماط الفعل الإنساني الأخرى‬
  ‫الرغم من أنه لا يزال إلى يومنا هذا مجرد مقولات‬      ‫لدرجة أضحى معها هذا السلوك بمثابة هامش أو‬
  ‫لم تصل إلى درجة النظرية ذات المحددات المنهجية‬       ‫موجود في الظل داخل الواقع الحياتي القائم‪ ،‬هي‬
                                                     ‫ولا شك نظرة أسهمت بشكل أو بآخر في الوصول‬
                                      ‫الواضحة‬        ‫إلى ما نراه الآن من حا ٍل يمكن نعته بالمأساوي؛ إذ‬
                                                    ‫ليس لهذا النشاط ‪-‬أي الأدب‪ -‬مكانه الذي ُيرجى له‬

                                                                        ‫الهوامش‪:‬‬

                                                 ‫* أستاذ الأدب والنقد‪ ،‬كلية الألسن‪ ،‬جامعة عين شمس‪.‬‬
  ‫‪ -1‬انظر‪ :‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة‪ :‬أدب‪ ،‬ركن المعاجم‪ ،‬الموسوعة الشعرية الإلكترونية‪ ،‬المجمع الثقافي‬

                                                                ‫العربي‪ ،‬دولة الإمارات‪ ،‬إصدار ‪2003‬م‪.‬‬
      ‫‪ -2‬انظر‪ :‬بؤتراند راسل‪ ،‬السلطة والفرد‪ ،‬ترجمة‪ :‬د‪ .‬لطفية عاشور‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬طبعة‬

                                                                         ‫‪1994‬م‪ ،‬من ص‪ 19‬إلى ص‪.27‬‬
     ‫‪ -3‬انظر‪ :‬د‪.‬شوقي ضيف‪ ،‬تاريخ الأدب العربي‪ ،‬العصر الجاهلي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬بالقاهرة‪ ،‬الطبعة الخامسة‬

                                                         ‫والعشرون‪ ،‬دون تاريخ‪ ،‬من ص‪ 34‬إلى ص‪.44‬‬
‫‪ -4‬انظر‪ :‬د‪.‬محمد حلمي محمد أحمد‪ ،‬الخلافة والدولة في العصر الأموي‪ ،‬مكتبة الشباب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دون تاريخ‪،‬‬

                                                                                ‫من ص‪ 77‬إلى ص‪.82‬‬
‫‪ -5‬انظر‪ :‬د‪.‬صلاح الدين الهادي‪ ،‬اتجاهات الشعر في العصر الأموي‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دون تاريخ‪،‬‬

                                                                                ‫من ص‪ 80‬إلى ص‪.87‬‬
                      ‫‪ -6‬انظر‪ :‬د‪.‬محمد حلمي محمد أحمد‪ ،‬الخلافة والدولة في العصر الأموي‪ ،‬ص‪.91 ،90‬‬
       ‫‪ -7‬يراجع تفصيلا‪ :‬رامان سلدن‪ ،‬النظرية الأدبية المعاصرة‪ ،‬ترجمة‪ :‬د‪ .‬جابر عصفور‪ ،‬دار قباء للنشر‬

                                                                      ‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬طبعة ‪1998‬م‪.‬‬
   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41