Page 26 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 26

‫العـدد ‪34‬‬                            ‫‪24‬‬

                                                              ‫أكتوبر ‪٢٠٢1‬‬

‫د‪.‬أبو اليزيد الشرقاوي‬

‫حول كتاب "اعترافاتي عن التعليم"‪..‬‬
‫للدكتور أيمن تعيلب‬

‫سنكتشف ونحن في نهايات الربع الأول من القرن الحادي والعشرين‬
‫أننا في أمس الحاجة إلى إعادة طرح هذه الأسئلة من جديد للوصول‬
‫إلى "حل" لأعقد مشاكلنا وهي (التعليم)‪ ،‬الذي لم يعد مسئولية جهة‬
‫محددة‪ ،‬بل تساهم فيه وزارات عدة وجهات عديدة‪ ،‬لا يشير أداء هذه‬
‫الجهات والوزارات إلى وعي حقيقي بخطورة المسألة‪ ،‬التي تتفرع‬
‫عنها كل مشاكلنا‪ ،‬وفي اللحظة التي نعرف فيها ‪-‬بصدق‪ -‬لماذا‬
‫نتعلم‪ ،‬وما الذي ننتظره من المنتج التعليمي‪ ،‬في هذه الحال يتم‬
‫وضع برنامج تعليم (حقيقي) يهدف إلى غاية (حقيقية) بعي ًدا عن‬
‫هذه الشعارات التي نحيا بها‬

‫علاقة مؤهلاتهم بسوق العمل؟ وما طبيعة العمل‬       ‫في استراحة دار الأوبرا المصرية همس صديقي‬
  ‫المطروح أمام الشباب؟ وكم من الشباب يدخل‬
 ‫سوق العمل كل سنة؟ وعلى من تقع المسئولية؟‬         ‫لصديق تطوع بدفع ثمن القهوة ما معناه أن هذا‬
                                                   ‫الشاب الذي يقدم الشاي يحمل مؤه ًل جامعيًّا‪،‬‬
 ‫وهل هذا وضع بائس خاص بنا نحن المصريين‬             ‫ويقصد من ذلك إثارة مشاعره كي يجزل له في‬
                             ‫فقط؟ وما العمل؟‬        ‫البقشيش‪ ،‬فاعتدل وقد أثارت العبارة شجونه‪،‬‬
                                                   ‫وقال إنه قام بتغيير سيراميك شقته‪ ،‬واكتشف‬
  ‫أسارع إلى التأكيد على أننا لسنا وحدنا من م ّر‬  ‫أن العاملين على سيارة نقل السيراميك جامعيون‪،‬‬
  ‫بهذه الظروف‪ ،‬وربما كان هذا وض ًعا تاريخيًّا‬       ‫حصلوا على بكالوريوس تجارة‪ .‬انتهى المشهد‬
 ‫مرت به ثقافات كثيرة‪ ،‬وكان لكل منها منهج في‬
 ‫الخروج من هذه الأزمة‪ ،‬ولعل الثقافة الفرنسية‬           ‫بكلام مثير للشفقة عن سوء أحوال التعليم‬
‫الأبرز في ذلك من خلال الكتابات الصريحة حول‬        ‫والشباب‪ .‬مرت أيام‪ ،‬ذكر ُت هذا الموقف لصديق‬
   ‫هذه العقبة وكيفية حلها‪ .‬أشير في هذا الصدد‬     ‫ثالث فأكد على أن بائع الخبز والمعجنات في الفرن‬

     ‫إلى كتاب شهير ظهر في فرنسا سنة ‪1898‬‬                  ‫القريب من بيته معه بكالوريوس تربية‪.‬‬
‫بعنوان سر تقدم الإنجليز السكسونيين لأدموند‬        ‫الآن‪ :‬ما علاقة المؤهل الذي يحمله هؤلاء بطبيعة‬
 ‫ديمولان «بحث فيه بحثًا دقي ًقا عن أحوال الأمة‬     ‫عملهم؟ وهل كان هؤلاء مضطرين لقضاء ستة‬
 ‫الفرنساوية‪ ،‬وقارن بين التربية فيها وفي ألمانيا‬   ‫عشر عا ًما –على الأقل‪ -‬في مقاعد الدراسة؟ وكم‬
                                                  ‫من المصاريف تكبدها أهل هؤلاء البائسين؟ وما‬
     ‫وبينها في انكلتره‪ ،‬واستدل على ضعف أمته‬
   21   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31