Page 71 - حلقة دراسية - نهائية
P. 71

‫وتوسل أبو صير إلى الملك وقال‪ ( :‬رحماك يا ملك الزمان ‪ .‬أنى غفرت لـهذا الرجل وألتمس عفوك وان كان‬
 ‫لابد من عقابه كي يأخذ الحق مج اره ‪ .‬فـليكن بغير الموت ) ‪ .‬لكن الملك رفض توسلات ابي صير وقال ‪ ( :‬يمكنك‬
‫ان تصفح عنه ‪ .‬لكن مثل هذا التصرف الشنيع هو جريمة ضدي انا شخصيا‪ ،‬بل ضد الشعب بكامله ولا يمكن العفو‬

                                                         ‫عنه ) وهكذا لاقى أبو قير المصير الذي دبره لـ صديقه‪.‬‬
 ‫الخلاصة‪ :‬أجزل الملك لأبي صير المكافأة على أمانته وإخلاصه‪ .‬وجعله من المقربين إليه‪ .‬لم يطق البقاء بعيًدا عن‬
  ‫وطنه فـقرر العودة إلى الاسكندرية‪ .‬وحاول الملك أن يثنيه عن ذلك عارضا عليه الث ارء والرفاه والمركز الرفيع‪ ،‬ولكن‬
‫دون جدوى‪ .‬فودعه الملك بـح اررة وزوده بسفينة محملة بالنفائس وملاحين مهره ليوصلوه إلى وطنه‪ .‬عاد أبو صير إلى‬
  ‫الاسكندرية سالما غانما وعاش في ارحة بال وأحسن حال‪ .‬وذات يوم عثر على كيس من الحجارة والجير ملًقى على‬
‫الشاطئ قرب الاسكندرية وعرف الناس قصة الكيس ومحتوياته ‪ ،‬فصار الموقع يسمى ( خليج أبو قير) ولا ي ازل يحمل‬

                                                                                             ‫الاسم حتى اليوم‪.‬‬

                                                         ‫‪ ‬الق ّصة السادسة ‪ :‬عبد الله البري وعبد الله البحري‬
                                                                                     ‫‪ -‬تاريخ الإصدار‪ :‬د‪.‬ت‬
                                                                                    ‫‪ -‬ترقيم ال ّصفحات‪22 :‬‬

‫مل ّخص الق ّصة‪ :‬كان عبد الله الصياد (عبد الله البري) رجلاً فقي ار جًّدا‪ .‬وكان له عشرة أولاد يسعى كل يوم للحصول‬
‫على قوتهم‪ .‬ولم يكن يملك غير شبكته التي يصطاد بها السمك من البحر ويبيعه‪ ،‬ثم يشتري بثمنه ما يقتات به هو‬

                      ‫وأولاده العشرة بعد وزوجته الفقيرة‪ .‬وما ازل كذلك حتى ماتت زوجته؛ فحزن لموتها أشد الحزن‪.‬‬

‫ذات يوم ألقى الصياد شبكته في البحر‪ ،‬بعد أن دعا الله أن ييسر له‪ .‬وصبر عليها مدة طويلة‪ ،‬ثم جذبها فرآها ثقيلة‬
‫جًّدا‪ .‬فظل يجذبها بكل قوته حتى أخرجها‪ .‬فوجد فيها رجلا عجيب الخلقة‪ ،‬غريب الشكل‪ ،‬جسمه إنسان‪ ،‬وله ذيل‬
‫طويل كذيل السمك‪ .‬فخاف الصياد على نفسه‪ ،‬وظنه عفريتًا من الجن‪ ،‬فصرخ من شدة الفزع والرعب‪ ،‬وأ ارد أن يهرب‬
‫منه ولكن ذلك الرجل ناداه متلطًفا وقال له بكلام عربي فصيح‪" :‬لا تخف على نفسك مني يا صاحبي‪ ،‬فأنا إنسان‬
‫مثلك ولست عفريتًا كما تظن‪ .‬وأنا عبد الله كما تعبده‪ .‬وإنما أنت إنسان بري‪ :‬تعيش في البر‪ ،‬وأنا إنسان بحري‪:‬‬

                                                         ‫‪71‬‬
   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76