Page 75 - حلقة دراسية - نهائية
P. 75
إن احتواء الليالي على العجائب وعوالم فوق طبيعية (الخوارق) فهذا يداعب اللاشعور والعقل الباطني عند الطفل
وتلبي حاجاته النفسية المكبوتة.
وإذا نظرنا الى الأهداف الجمالية نرى أن الأدب فن قادر على أن يثري ملكة الخيال عند الطفل إذ يولد بمشاعر
رقيقة ،فتسمو مشاعره ويرتقي سلوكه بطريقة صحيحة تساعده على أن يكون عنص ار بناء في مجتمعه .فاستطاع
الكيلاني أن يغرس لدى الطفل حب الطبيعة والحيوانات ،حيث تتخلل قصصه جمل وصفية للطبيعة بما تحتويه من
ألوان وأصوات تجعل الطفل ذواقا في هذا المجال ،ويظهر ذلك في العديد من المواضع في قصص مختلفة.
فالجمال هدف من أهداف أدب الأطفال يمكن أن يكتسبه من خلال الق ارءة ،فيعلمهم اللغة العربية ويجعل الطفل
يحس جمالياتها فيذوقها وذلك حينما يق أر من النصوص الأدبية مما ينمي مها ارته ق ارءًة وكتابة وفهما واستخداما ،وتذوقا
لعبا ارتها الجميلة .لذا فان فهم القاموس اللغوي للطفل يجعل أديب الأطفال يرتقي بلغته وأساليبه ،من خلال النصوص
الأدبية التي تعرض عليه كالحوار والاستفهام وأسلوب التعجب والتفضيل والنفي والنهي و ،...حيث تعرض في ألفاظ
متناغمة وت اركيب متوائمة وتصوير فني جميل بلا غموض ولا بذاءة ،وبعبا ارت وصيغ واضحة لا تحمل أكثر من
معنى ،وتوحي بالم ارد من غير إطناب فتجعل الطفل يقبل على لغته ويحبها ويتذوقها .
وللأدب ايضا أهداف ترفيهية ،فالطفولة من أجمل م ارحل العمر ،ولذلك يجب أن نحافظ عليها ب ارقة ،وأن نملأ أوقات
ف ارغها بما هو مفيد وبما يرفه عنهم ،وظهر ذلك جليا في قصة علاء الدين ،وحديثه مع جني المصباح ،سفره عبر
البساط الطائر ،وما تم من مغام ارت داخل الكهف السحري .وكانت رحلات السندباد البحري ،بعوالمها الغ ارئبية
والسحرية الموشومة بالعفاريت والجن والسحرة ،معينا لا ينضب وقاد ار على أن يش ِكل مزيدا من الجمال .ولأن الترفيه
يخفف عنهم معاناة الحياة ،ويصرف طاقاتهم الكبرى فترتاح نفوسهم .
-المحور الثاني :تزويد الطفل بالقيم التربوية الاجتماعية والدينية.
تنقسم القيم التربوية في قصص الكيلاني إلى عدة أقسام ،وهي القيم التربوية الاجتماعية ،والقيم الدينية ،وتتجلى هذه القيم
في قصصه لإكساب الطفل قيم مجتمعه .وقدمت هذه القيم من خلال شخصيات أسطورية وواقعية ،لا يستطيع الطفل أن
75