Page 76 - حلقة دراسية - نهائية

‫يقاوم إغ ارءاتها التي تدفعه إلى الاهتمام بسلوكياتها وتصرفها مثل السندباد‪ ،‬علي بابا‪ ،‬أبو صير وأبو قير‪ ،‬عبد الله البحري‬
‫وعبد الله البري‪.‬‬

‫القيم التربوية‬

‫‪ -‬لم تقدم الليالي القيم التربوية في حكاياتها بصورة عشوائية فقد اعتمدت بنيتها الحكائية والسردية منهجية تركز على‬
‫المنطق وفلسفة الإقناع‪ ،‬فترتيب الحكايات في الليال في بعض الطبعات‪ ،‬جاء وفق ترتيب يؤكد القيم ويعززها‪ ،‬ويقارن‬

‫بينها بالحجة والبرهان‪ ،‬فالقيمة التربوية التي تركز عليها حكاية "أبو صير وأبو قير" هي المحافظة على الصديق‬
‫ومساعدته وقت الضيق وعدم خيانته‪ ،‬بل الإحسان إليه‪ ،‬وهذه الحكاية تقدم لنا "أبو قير" كأنموذج سيء للصداقة حيث‬
‫يخون صديقه "أبو صير" كثيًار مع أن الأخير كان دائما يساعده‪ ،‬وحتى تكتمل الصورة على المستوى التربوي تلي هذه‬
‫الحكاية مباشرة في الليالي حكاية "عبد الله البري وعبد الله البحري"‪ .‬هذه الحكاية تعزز مفهوم الصداقة الحقيقي وأهمية‬
‫المحافظة عليه‪ .‬رغم أن الشخصيتين الرئيستين تنتميان إلى عالمين مختلفين‪ ،‬فعبد الله البحري يعيش في أعماق البحر‪،‬‬
‫بينما عبدالله البري يعيش على اليابسة‪ ،‬وهذه الحكاية تقدم أنموذجا مميًاز خاصا لصداقة بين اثنين من عوالم مختلفة‪،‬‬

‫مما يعزز قيمة الصداقة عند الطفل‪ ،‬وعدم اختيار الأصدقاء بناء على اعتبا ارت لا علاقة لها بأخلاقهم وسلوكياتهم‪.‬‬
‫‪ -‬عندما عرف عبد الله البحري عائلته على ضيفه عبد الله البري‪ ،‬قالت زوجته في النص الأصلي‪" :‬ايش هذا الأزعر‬
‫وسخر أولاده منه‪ ،‬وصاروا ينظرون إلى وبره ويقولون‪ :‬أي والله إنه أزعر ويضحكون عليه"‪ .‬وقد قام الكيلاني في نصه‬
‫بحذف هذه الفقرة ليس هدفا في التبسيط إنما بسبب احتوائها على ألفاظ قاسية لا تناسب الأطفال‪ .‬وهذا يعتبر من‬

‫الجوانب التربوية المهمة‪.‬‬
‫‪ -‬في قصة "علاء الدين" قدم الكيلاني فيها الجن بصورة غير مناسبة‪ ،‬ومخيفة ربما أثارت مخاوف الطفل‪ ،‬تماما‬

‫مثلما وردت فى الحكاية الأصلية‪ ،‬لكن يلتمس له العذر كأديب ارئد فى أدب الطفل العربى والمصرى‪ .‬فقد‬
‫أبرز كيلاني تفاوت قد ارت الجن فى الحكاية‪ ،‬مؤكًدا على القيمة التربوية المهمة فى التعامل الحضارى للبطل‬
‫المسلم "علاء الدين"‪ ،‬وسماحته العربية‪ ،‬وخيريته الإسلامية‪ ،‬وتكافله مع المجتمع والفق ارء‪ ،‬وكرمه فى عطائهم‪،‬‬
‫وتعاطفه مع المساكين‪ ،‬فاكتسب حب الجميع ممن تشفعوا له‪ ،‬عندما قرر الإمب ارطور قتله‪ ،‬بعد أن خطف الجن‬

‫‪76‬‬