Page 53 - ملف الإنجاز - portfolio
P. 53

‫(الطريق الصواب والطريق الضالة)‪" .‬لعلكم تهتدون"‪ " ،‬ولعلهم يهتدون " ‪"،‬واهتدوا يا اولي الالباب"‪.‬‬
   ‫يتدخل الطالب محمود ليبدي رأيه داع ًما ما قاله د‪.‬نبيل عن الاهتداء‪ .‬فقال‪ :‬ذكرتني بابن تيمية لما‬
    ‫تحدث عن الاية ‪":‬لا يضركم من ضل اذ اهتديتم" – اهتديتم بمعنى الاهتداء ‪.‬فقال الاهتداء يتم‬
  ‫بفعل الواجب‪ .‬يعني كيف انت تفضلت يتم بفعل الامور الواجبة من تحصيل علم وكل هذه الامور‪.‬‬
            ‫المحاضر رد شاك ًرا محمود ومبد ًيا إعجابه في إجابته‪" :‬شكرا الك محمود عنجد شكرا"‪.‬‬
                                   ‫المحاضر يكمل توضيح الفكرة من خلال طرح المثال التالي‪:‬‬
   ‫في أحد البيوت المكونة من أب وأم وولدين‪ .‬بالطبع الولدين من نفس الجينات ونفس التربية‪ .‬ولكن‬
    ‫سنرى الفرق بين الولدين من حيث السلوك‪ :‬الولد الاول يعود من المدرسة بساعات بعد الدوام‪،‬‬
  ‫يدخل البيت‪ ،‬وقبل أن ياكل أو يبدل ملابسه‪ ،‬وقبل كل ش يء ينهي واجباته وفروضاته المنزلية‪ .‬ومن‬

‫ثمبعد ذلك يذهب لياكل ويبدل ملابسه‪ ،‬وقبل أن يخرج للعب يراجع دروسه أولا‪ .‬أما الولد الثاني من‬
  ‫نفس التربية والتنئشئة إلا أنه عندما يعود إلى البيت بعد الدوام‪ ،‬يرمي الحقيبة عن ظهره في وسط‬

‫البيت‪ ،‬يتوجه للمطبخ مباشرة لكي يأكل وذلك قبل أن يبدل ملابسه وقبل أن يغسل ويفعل ما يجب‬
                                             ‫فعله‪ .‬حتى أن عائلته من تذكره بحل واجباته‪.‬‬

‫فنحن نقول بسياقنا الاجتماعي الشعبوي الولد الاول ربنا هاديه ‪ .‬ومن هذا السياق اصطكت الترجمة‪.‬‬
‫فالآية الكريمة‪" :‬انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين" يقصد بـ "من‬

   ‫يشاء"‪ ،‬أي تعود للشخص الذي يريد الهداية‪ .‬وقد فسر د‪ .‬نبيل ذلك‪ " :‬يعني ربنا ما بهدي واحد اه‬
           ‫وواحد لا‪ ،‬فالذي يشاء ان يكون مهديا الله بيهديه"‪ .‬و من هذا الباب أيضا أتت الترجمة‪.‬‬

   ‫وقد أكمل د‪ .‬نبيل شرحه عن "الاهتداء الذاتي للتعلم" (‪ )self regulation learning‬لننكشف أكثر‬
‫عن الموضوع‪ .‬حيث أنه ُيقصد بذلك‪ ،‬أي اهتداء عام بأمور الحياة على علاتها ومشاربها‪ .‬فالتعلم ليس‬

                                                         ‫‪53‬‬
   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58