Page 235 - merit 52
P. 235

‫الملف الثقـافي ‪2 3 3‬‬

 ‫وصف بعض القصائد بأنها‬                         ‫فاتس والر‬           ‫جهنمى» بد ًل من الصخور‬
  ‫«قصائد موضوعية»‪ ،‬ولكن‬                                           ‫أو الحجارة في قصيدته التى‬
                                                ‫الوصول إليها‪.‬‬
     ‫أسلوب سيميك المختلط‬              ‫تأتي «الأشياء» في قصائد‬       ‫تحمل عنوان «أديت أدوا ًرا‬
‫وشعريته الانتقائية لا يسمح‬            ‫سيميك من تجارب الجوع‬       ‫في أصغر المسارح» في الجزء‬

      ‫بهذا التصنيف السهل‪.‬‬               ‫والعوز والحرب‪ ،‬والتي‬          ‫الأول‪ .‬كما يظهر الطعام‬
    ‫تتضمن المجموعة قصائد‬                ‫تمثل موضوعات الفقر‪،‬‬          ‫على هيئة «كسرة منسية‬
 ‫تتخذ نبرة تأملية قوية‪ ،‬كما‬           ‫لكن أسلوب سيميك الذى‬           ‫من خبز أبيض» في نفس‬
‫تتناول بشكل صريح الأسئلة‬               ‫يتميز بالزهد‪ ،‬يتكرر فيه‬    ‫القصيدة‪ .‬كما تتميز الملابس‬
                                        ‫عدد محدود من الصور‬         ‫بهذه السمات‪ ،‬فـ»القمصان‬
      ‫الميتافيزيقية‪ .‬بالإضافة‬        ‫والأشياء عبر القصائد‪ ،‬قد‬        ‫أكمامها الفارغة على حبل‬
  ‫إلى القصائد التي ُتقرأ مثل‬          ‫يفرز نو ًعا من الفقر داخل‬       ‫غسيل المرأة العمياء» في‬
   ‫المقالات القصيرة المأثورة‬       ‫القصائد نفسها‪ .‬هناك قصائد‬      ‫القصيدة العاشرة من الجزء‬
                                        ‫تمتلكها صور أو أشياء‬        ‫الأول ‪-‬ولا تحمل عنوا ًنا‪-‬‬
     ‫أكثر من أي شيء آخر‪.‬‬            ‫فردية‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬في‬       ‫بينما في القصيدة الأولى‬
 ‫ولكن حتى في القصائد التي‬           ‫قصيدته «درس في التاريخ»‬        ‫من الجزء الثانى ‪-‬والتى لا‬
  ‫يبدو أنها تحيد عن الانتباه‬        ‫التى يختتم بها الجزء الأول‬    ‫تحمل عنوا ًنا كذلك‪ -‬نلاحظ‬
‫الأساسي للعالم المادي‪ ،‬غالبًا‬         ‫من المجموعة‪ ،‬نجد وص ًفا‬         ‫أن رأس الدمية يتضاءل‬
                                                                     ‫ويتلاشى بشكل ملحوظ‪:‬‬
    ‫ما تلعب الأشياء بداخلها‬                  ‫مقتتضبًا وقصي ًرا‪:‬‬    ‫«رأس الدمية الخشبية ذات‬
    ‫دو ًرا حاس ًما‪ .‬فعلى سبيل‬                ‫«تبدو الصراصير‬        ‫المائة عام يغسله البحر على‬
  ‫المثال‪ ،‬في قصيدته التاسعة‬                                      ‫شاطئه الرمادى‪ .‬يود المرء لو‬
  ‫‪-‬التى لا تحمل عنوا ًنا‪ -‬في‬                   ‫كخرقى هزليين‬       ‫يعلم القصة‪ .‬يود لو يؤلفها‪،‬‬
  ‫الجزء الثانى من المجموعة‪،‬‬                ‫في مسرحيات جادة»‬         ‫يؤلف كثي ًرا من القصص‪.‬‬
                                      ‫من ناحية أخرى‪ ،‬لا تأخذ‬     ‫كانت هناك منذ أمد طويل في‬
     ‫تبدو وكأنها خطاب إلى‬               ‫كل قصيدة في المجموعة‬     ‫البحر‪ ،‬امحت العينان والأنف‪،‬‬
          ‫صديقه فريدريك‪:‬‬            ‫عالم الأشياء كنقطة تركيزها‬   ‫ابتسامتها الشاحبة غدت أكثر‬
                                       ‫الأساسية‪ ،‬في حين يمكن‬        ‫شحو ًبا‪ .‬ومع مجئ الليل‪،‬‬
  ‫«عزيزى فريدريك‪ ،‬لا يزال‬                                         ‫سيطيب لأحدهم أن يتمشى‬
 ‫العالم مزي ًفا‪ ،‬قاسيًا وعذ ًبا‪..‬‬                                ‫على الشاطئ الخاوى وينحنى‬
‫منذ انسدال الليل‪ ،‬وأنا أرقب‬
‫عامل المصبغة الصيني‪ ،‬الذي‬                                                            ‫عليها»‪.‬‬
 ‫لا يقرأ لغتنا أو يكتبها‪ ،‬وهو‬                                         ‫ونلاحظ أن رأس الدمية‬
   ‫يقلب صفحات كتاب خلفه‬                                            ‫الخشبية‪ ،‬الموصوف بعناية‬
 ‫زبون عجول‪ .‬لكم بعث ذلك‬                                           ‫في جميع أنحاء القصيدة‪ ،‬لا‬
   ‫فى الغبطة‪ .‬اردته أن يكون‬                                      ‫يكتمل أب ًدا عن طريق اللمس‪.‬‬
  ‫كتاب أحلام‪ ،‬أو مجلد شعر‬                                           ‫ولكن تختتم القصيدة بأن‬
‫عاطفى سخيف‪ ،‬لكننى لم أره‬                                         ‫«أحدهم» يمشي على الشاطئ‬
                                                                 ‫الخاوى وينحني عليها‪ ،‬حيث‬
                  ‫عن كثب‪.‬‬                                          ‫الإيحاء هنا بأن الشاعر قد‬
    ‫إنها الآن تقارب منتصف‬                                         ‫لا يحاول أب ًدا لمسها أو حتى‬
    ‫الليل‪ ،‬ولا يزال مصباحه‬
     ‫مضا ًء‪ .‬لديه ابنة تحضر‬
    ‫له العشاء‪ ،‬ترتدى تنانير‬

     ‫قصيرة وتمشى بخطى‬
    ‫واسعة‪ .‬تأخرت‪ ،‬تأخرت‬
   230   231   232   233   234   235   236   237   238   239   240