Page 233 - merit 52
P. 233

‫الملف الثقـافي ‪2 3 1‬‬

                        ‫حيث لم يعد للإنسان قيمة‬
                           ‫على الأرض‪ .‬كما أصبح‬
                            ‫المدنيون ضحايا جنون‬
                            ‫العظمة من قادة العالم؛‬

                      ‫الذين لا يهمهم سوى النصر‬
                          ‫ودخول تاريخ المجد على‬

                      ‫حساب جثث الأبرياء‪ .‬ويعبر‬
                       ‫عن ذلك في قصيدته السابعة‬
                       ‫‪-‬التى لا تحمل عنوا ًنا‪ -‬من‬

                        ‫الجزء الأول من المجموعة‪:‬‬
                       ‫«‪ ..‬كان الألمان يغذون السير‬

                           ‫في اتجاه‪ .‬وأنا ما ٍض في‬
                       ‫الاتجاه المعاكس‪ ،‬بينما اتخذ‬

                          ‫الروس اتجا ًها آخر وهم‬
                          ‫يلوحون بأيديهم تلويحة‬

                                         ‫الوداع»‪.‬‬
                      ‫كما يخبرنا سيميك في سيرته‬

                        ‫الذاتية أنه عندما كان طف ًل‬
                           ‫مر من أمامه طابور من‬

                        ‫الأسرى الألمان تصطحبهم‬
                         ‫الجنديات الروسيات‪ ،‬وقد‬
                      ‫دعته إحداهن لمشاهدة إطلاق‬
                         ‫النار عليهم‪ ،‬في إشارة إلى‬
                          ‫الاستهانة بأرواح البشر‬

                            ‫في سبيل المجد الزائف‪.‬‬
                          ‫لذا‪ ،‬فليس من الغريب أن‬
                      ‫يستعيد سيميك إدراكه المبكر‬
                           ‫لمأسوية أن يكون الفرد‬
                           ‫لاجئًا ومنبو ًذا في مطلع‬
                           ‫سيرته الذاتية‪ ،‬مستعينًا‬
                          ‫بكلمة واحدة تصف الألم‬
                      ‫والمهانة التى يشعر بها الفرد‬
                         ‫فى هذه الظروف‪ ،‬ألا وهى‬
                      ‫«مشردون»‪ .‬ولكن‪ ،‬مشردون‬

                            ‫بلا أى ذنب أو اشتراك‬
                        ‫فيما يحدث‪ ،‬فلم يأخذ أحد‬
                      ‫رأيهم أو مشورتهم في دائرة‬
                         ‫العنف التى لا تنتهى تحت‬
                         ‫أى مسمى‪ ،‬سواء الفاشية‬
   228   229   230   231   232   233   234   235   236   237   238