Page 237 - merit 52
P. 237

‫الملف الثقـافي ‪2 3 5‬‬‫الغرفة البيضاء‪ ..‬وقصائد أخرى‬           ‫سفر العائلة إلى باريس‪ .‬بعد‬     ‫السماء في نهاية الطريق‬
                                                           ‫عام‪ ،‬أبحر سيميك إلى أمريكا‬     ‫صافية وزرقاء‬
      ‫تشارلز سيميك‬                                   ‫يُ عد‬ ‫والتقى بوالده‪ .‬انتقلت العائلة‬  ‫طيور الليل مثل الأطفال‬
                                                                                          ‫الذين لن يأتوا لتناول العشاء‪.‬‬
       ‫ترجمة وتقديم‪:‬‬                                          ‫إلى شيكاغو‪ ،‬حيث التحق‬       ‫الأطفال المفقودون في الغابة‬
                                                          ‫سيميك بالمدرسة الثانوية وبدأ‬    ‫المظلمة‪.‬‬
      ‫د‪.‬عبير الفقي‬                                                                        ‫(نزهة ليلية)‬
                                                             ‫في الاهتمام الجاد بالشعر‪.‬‬
                                                                 ‫ُنشرت قصائد سيميك‬            ‫تشارلز سيميك‬
                                                                                           ‫«دوجان سيمتش»‬
                                                             ‫الأولى عندما كان عمره ‪21‬‬       ‫(‪)2023 -1938‬‬
                                                              ‫عا ًما‪ ،‬بدأ سيميك دراسته‬      ‫أحد أكثر الشعراء‬
                                                           ‫الجامعية في جامعة شيكاغو‪،‬‬      ‫العالميين المعاصرين‬
                                                            ‫ولكن تم تجنيده في الخدمة‬
                                                               ‫العسكرية في عام ‪.1961‬‬           ‫تفر ًدا وتمي ًزا في أسلوبه‪.‬‬
                                                            ‫بعدها حصل سيميك أخي ًرا‬         ‫حازت أعماله على العديد من‬
                                                            ‫على درجة البكالوريوس من‬
                                                            ‫جامعة نيويورك عام ‪.1966‬‬            ‫الجوائز‪ ،‬من بينها جائزة‬
                                                            ‫ونشرت له مجموعة قصائد‬               ‫بوليتزر عام ‪ ،1990‬عن‬
                                                            ‫«ما يقوله العشب» في العام‬           ‫ديوانه «العالم لا ينتهي‪:‬‬
                                                             ‫التالي‪ .‬في وقت قصير ج ًّدا‪،‬‬   ‫قصائد نثر» وجائزة «والاس‬
                                                           ‫بدأ عمل سيميك‪ ،‬بما في ذلك‬      ‫ستيفنز» عام ‪ .2007‬وجائزة‬
                                                           ‫الشعر بلغته الأصلية وباللغة‬       ‫شاعر الولايات المتحدة عام‬
                                                           ‫الإنجليزية وترجماته لشعراء‬           ‫‪ .2007‬كما فاز بجائزة‬
                                                              ‫يوغوسلافيين مهمين‪ ،‬في‬          ‫الأركانة العالمية للشعر عام‬
                                                                                           ‫‪ 2019‬و»منحة العبقري» من‬
                                                                    ‫جذب انتباه النقاد‪.‬‬      ‫مؤسسة ماك آرثر‪ ،‬وجائزة‬
                                                               ‫فعلى الرغم من أنه هاجر‬           ‫جريفين الدولية للشعر‪.‬‬
                                                                ‫إلى الولايات المتحدة من‬          ‫أمضى سيميك سنوات‬
                                                                                                ‫تكوينه في بلغراد‪ ،‬حيث‬
                                                                  ‫يوغوسلافيا في سن‬               ‫تزامنت طفولته المبكرة‬
                                                            ‫المراهقة‪ ،‬إلا أن سيميك كتب‬         ‫مع الحرب العالمية الثانية‬
                                                                                              ‫وأجبرت عائلته على إخلاء‬
                                                                                             ‫منزلهم عدة مرات هر ًبا من‬
                                                                                             ‫القصف العشوائي‪ .‬استمر‬
                                                                                                ‫جو العنف واليأس بعد‬
                                                                                            ‫الحرب‪ ،‬وغادر والد سيميك‬
                                                                                                ‫البلاد للعمل في إيطاليا‪،‬‬
                                                                                             ‫وحاولت والدته عدة مرات‬
                                                                                                ‫أن تتبعه‪ ،‬لكن السلطات‬
                                                                                              ‫كانت تعيدها‪ .‬وعندما بلغ‬
                                                                                            ‫سيميك الخامسة عشرة من‬
                                                                                              ‫عمره‪ ،‬رتبت والدته أخي ًرا‬
   232   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242