Page 238 - merit 52
P. 238

‫عدائيًّا‪ ،‬وخطي ًرا‪ ،‬يقوم فيه‬      ‫بالإنجليزية‪ ،‬مستفي ًدا من‬
   ‫سيميك بمحاربة ظلمة تلك‬             ‫تجاربه الخاصة في بلغراد‬
  ‫الهياكل السياسية بنور الفن‬         ‫التي مزقتها الحرب لتأليف‬
 ‫المقدس‪Georgia Review,( .‬‬
                                        ‫قصائد عن الفقر المادي‬
               ‫‪)Peter Stitt‬‬           ‫والروحي للحياة الحديثة‪.‬‬
  ‫عرف سيميك بغزارة الإنتاج‬
                                        ‫لقد تحدى عمل سيميك‬
     ‫كشاعر ومترجم ومحرر‬              ‫التصنيف السهل‪ ،‬وعكست‬
‫وكاتب مقالات‪ .‬إذ ترجم أعما ًل‬       ‫بعض قصائدة مي ًل سرياليًّا‬
 ‫لعديد من الشعراء الفرنسيين‬        ‫ميتافيزيقيًّا بينما قدم البعض‬
                                     ‫الآخر صو ًرا واقعية قاتمة‬
         ‫والصرب والكروات‬          ‫للعنف واليأس‪ .‬كما تميز عمله‬
   ‫والمقدونيين والسلوفينيين‪،‬‬      ‫بنقاء وأصالة لا مثيل لهما من‬
 ‫بما في ذلك توماس سالامون‬         ‫قبل العديد من معاصريه‪ .‬لهذا‬
                                  ‫استطاع سيميك أن يجمع بين‬
     ‫وفاسكو بوبا‪ .‬كما ترجم‬           ‫حب القراء لأعماله ورضاء‬
      ‫وحرر مختارت شعرية‬
    ‫بعنوان «الحصان له ستة‬               ‫النقاد عنها‪ ،‬فمع ازدياد‬
   ‫أرجل‪ :‬مختارات من الشعر‬          ‫شعبيته بشكل كبير على مدار‬
    ‫الصربي» (‪ ،)1992‬والتي‬         ‫عقدين من الزمن‪ ،‬حصل عمله‬
   ‫أعتبرت مقدمة أولى للشعر‬
                                      ‫دائ ًما على ثناء النقاد الذين‬
        ‫المعاصر في هذا البلد‪.‬‬       ‫كانوا يصفونه بأنه من أكثر‬
   ‫تمثلت أهم أعماله الشعرية‬         ‫الأعمال الشعرية أصالة لفتًا‬
   ‫في «تعرية الصمت ‪،»1971‬‬
                                           ‫للانتباه في عصرنا‪.‬‬
      ‫«مدرسة لأفكار سوداء‬         ‫تميزت أعمال سيميك بتحديها‬
‫‪« ،»1978‬أغاني بلوز لا تنتهي‬
‫‪« ،»1986‬فندق الأرق ‪،»1992‬‬             ‫للخط الفاصل بين العادي‬
                                     ‫وغير العادي‪ .‬إذ كان يمنح‬
   ‫«عرس في الجحيم ‪،»1994‬‬             ‫للجماد حياة خاصة وعمق‬
    ‫«اصطحاب القطة السوداء‬
     ‫‪ ،»1996‬ويعد من أفضل‬               ‫ويظهر الغرابة في أشياء‬
  ‫أعماله «هذا الشيء الصغير‪:‬‬        ‫تبدو عادية كالأدوات المنزلية‬
 ‫قصائد (‪« ،)2008‬العودة إلى‬           ‫مثل السكين أو الملعقة‪ ،‬وفي‬
    ‫مكان ُمضاء بكوب حليب»‬          ‫بعض الأحيان‪ ،‬يصبح العمل‬
   ‫مترجم إلى العربية‪.2009 ‬‬
    ‫كذلك بين مجموعة أعماله‬              ‫محاكاة ساخرة للوجود‬
‫مقالات «مصنع الأيتام ‪»1997‬‬        ‫البشري ‪New،Robert Shaw‬‬
   ‫ومذكرات «ذبابة في حساء‬
‫‪ ،»2000‬والتي جمعت مقالات‬                          ‫‪.Republic‬‬
  ‫عن سيرته الذاتية والتي تم‬             ‫كما أن تجارب الطفولة‬
  ‫نشرها مسب ًقا‪ .‬جدير بالذكر‬             ‫ومعاناة الحرب والفقر‬
   ‫قيام سيميك بتدريس اللغة‬         ‫والجوع كان لها تأثيرها على‬
  ‫الإنجليزية والكتابة الإبداعية‬   ‫عدد من قصائد سيميك‪ ،‬الذي‬
 ‫لأكثر من ‪ 30‬عا ًما في جامعة‬       ‫كان أكثر ما يشغله هو تأثير‬
                                  ‫الهياكل السياسية القاسية على‬
              ‫نيو هامبشاير‬        ‫حياة البشر العادية‪ ،‬فكان عالم‬
                                   ‫قصائده عالمًا مخي ًفا‪ ،‬غام ًضا‪،‬‬
   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242   243