Page 268 - merit 52
P. 268

‫العـدد ‪52‬‬                               ‫‪266‬‬

                                                          ‫أبريل ‪٢٠٢3‬‬  ‫إحسان الله‬
                                                                      ‫عثمان علي‬
‫مدرسة الغابة‬
   ‫والصحراء‪..‬‬                                                         ‫(السودان)‬

 ‫جدل الهوية‬
    ‫السودانية‬

‫الأزرق”‪ .‬أما حالات التوفيق بين‬            ‫تقوم فكرة مدرسة الغابة‬     ‫الغابة والصحراء هي‬             ‫مدرسة‬
  ‫الاثنين فتتمثل في تجربة محمد‬         ‫والصحراء على انتماء الشعر‬      ‫حركة شعرية ثقافية‬
                                      ‫السوداني إلى التمازج العربي‬
    ‫المكي إبراهيم‪ ،‬يقول “أتلمس‬    ‫الأفريقي‪ ،‬وغايتها تكوين إتجاه في‬        ‫من أبرز تيارات‬
  ‫في الأدغال وفي الصحراء البهو‬    ‫الأدب السوداني يدعو للبحث عن‬             ‫الحداثة الأدبية‪،‬‬
 ‫معالمها‪ ،‬أتلمس لا ألقى إلا حبات‬    ‫الكيان القومي والثقافة والهوية‬  ‫تأسست كرابطة ثقافية‬
                                                                       ‫في جامعة الخرطوم‬
                   ‫مسابحكم”‪.‬‬                           ‫السودانية‪.‬‬      ‫عام ‪ ،1962‬رأت في‬
     ‫ففي قصيدة “الغابة” يقول‬            ‫توزع شعراء مدرسة الغابة‬      ‫مفهوم التمازج الأفريقي العربي‬
                                    ‫والصحراء بين الرمزين‪ ،‬فهناك‬     ‫الذي رمزت له بالغابة والصحراء‬
                 ‫مصطفى سند‪:‬‬           ‫من يقدم الغابة على الصحراء‬     ‫كخطاب لمسألة الهوية السودانية‬
 ‫في غرابة الملامح وعندما سجن ُت‬                                      ‫على مستوى التنظير أو التطبيق‪..‬‬
                                           ‫ويرى فيها أصل الثقافة‬          ‫وضمت حينها بعض طلاب‬
                 ‫في رواق الليل‬        ‫السودانية كما هو الحال عند‬     ‫الجامعة وخريجيها وفي طليعتهم‬
 ‫كانت الطبول والخمور والذبائح‬          ‫صلاح أحمد إبراهيم‪ .‬وهناك‬        ‫النور عثمان أبكر ومحمد المكي‬
‫وأخذ محمد المكي إبراهيم موقف‬          ‫من يرتفع بالصوت الأفريقي‬      ‫إبراهيم ومحمد عبد الحي‪ ،‬يوسف‬
‫الوسط الهجين فيقول في قصيدة‬          ‫عاليًا لتهميش العنصر العربي‪،‬‬   ‫عيدابي‪ ،‬عبد الله شابو‪ ،‬كما ينتمي‬
‫بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت‪:‬‬         ‫وخير مثال لذلك هو الشاعر‬      ‫إليها إسحق إبراهيم إسحق‪ ،‬على‬
                                   ‫النور عثمان أبكر‪ .‬يقول “مولود‬    ‫المك‪ ،‬مصطفى سند وصلاح أحمد‬
                 ‫لله يا خلاسية‬     ‫الغابة والصحراء من هذا الطافر‬
        ‫يا حان ًة مفروشة بالرمل‬     ‫كالجبل الأسمر كمنارة ساحلنا‬                            ‫إبراهيم‪.‬‬
‫يا مكحولة العينين يا مجدولة من‬

                    ‫شعر أغنية‬
         ‫يا ورد ًة باللون مسقية‬
   263   264   265   266   267   268   269   270   271   272   273