Page 269 - merit 52
P. 269

‫‪267‬‬                 ‫ثقافات وفنون‬

                    ‫شهادات‬

‫محمد المكي إبراهيم‬  ‫صلاح أحمد إبراهيم‬  ‫النور عثمان أبكر‬                          ‫يا مملوءة الساقين أطفا ًل‬
                                                                                               ‫خلاسيين‬
‫تأملني يباركني ويهديني دروب‬                                ‫والصقيع”‪.‬‬
                       ‫الشمس‬           ‫تميز شعراء الغابة والصحراء في‬       ‫يا بعض زنجيَّ ٍة يا بعض عربيَّ ٍة‬
                                       ‫كتاباتهم عن مفهوم الحب والمرأة‬              ‫وبعض أقوالي أمام الله‬
‫وقال محمد عبد الحي في قصيدة‬             ‫وجماليات المرأة السودانية‪ ،‬فهي‬
               ‫العود إلى سنار‪:‬‬          ‫عندهم امرأة بمواصفات هجين‪،‬‬         ‫ويقول صلاح أحمد إبراهيم في‬
                                        ‫كما استخداموا الصور والرموز‬         ‫مقطع من قصيدته الجميلة (يا‬
           ‫الليلة يستقبلني أهلي‬
  ‫أرواح جدودي تخرج من فضة‬                  ‫النابعة من الثقافة السودانية‬                          ‫مرية)‪:‬‬
                                       ‫كالسروال والسيف وعلبة التنباك‬      ‫أنا من أفريقيا‪ :‬صحرائها الكبرى‬
                   ‫أحلام النهر‬         ‫(التبغ السوداني) وشجر الصبار‬
‫ومن ليل الأسماء تتقمص أجساد‬                                                               ‫وخط الاستواء‬
                                          ‫والماورائيات وارواح الاجداد‪..‬‬     ‫شحنتني بالحرارات الشموس‬
                       ‫الأطفال‬         ‫ففي قصيدة “سيرة ذاتية” يقول‬
     ‫تنفخ في رئة المداح وتضرب‬                                                  ‫وشوتني كالقرابين على نار‬
                                                     ‫النور عثمان أبكر‪:‬‬                          ‫المجوس‬
       ‫بالساعد عبر ذراع الطبال‬          ‫شيخ ه َّده التجواب تحكي عينيه‬
 ‫ومن مميزات شعر هذه المدرسة‬                                               ‫لفحتني فأنا منها كعود الأبنوس‬
                                                              ‫الأسفار‬         ‫ويشير النور عثمان أبكر في‬
     ‫الابتعاد عن التعقيد اللغوي‬                        ‫تأملني وناداني‬
   ‫والغموض‪ ،‬وأن للأدب رسالة‬                ‫تفرس راحتي حينًا وباركني‬      ‫قصيدة “صحو الكلمات المنسية”‬
                                             ‫وع َّوذ لي من الريح الخبيث‬   ‫إلى البعث الحضاري للحضارات‬
      ‫يمكن توصيلها إلى متلقيها‬           ‫ومن عيون الناس وقال جبيني‬        ‫السودانية القديمة‪ ،‬ومملكة سنار‬
     ‫بصورة واضحة ومباشرة‪،‬‬                ‫الخلاق أفلاك‪ ،‬فراشات‪ ،‬شذى‬
 ‫ولذلك نجد أن شعر محمد المكي‬                                                ‫الإسلامية الهوية تشكل النواة‬
  ‫إبراهيم وصلاح أحمد إبراهيم‬                                   ‫أعراس‬             ‫الأولى للسودان المعاصر‪:‬‬
    ‫يتسم بالتقريرية‪ .‬وفي المقابل‬                 ‫وقلبي وافر الإحساس‬
‫نجد أشعار مصطفى سند والنور‬                                                  ‫من كاهن هذا المعبد أوصده في‬
   ‫عثمان أبكر ومحمد عبد الحي‬                                                       ‫وجه العابر والساعي؟‬

                                                                              ‫غرت على سنار رفعت ندائي‬
                                                                          ‫غضبي أشهر من مصباح اللؤلؤ‬
                                                                         ‫خزيت أرحام الموتى شب ًعا‪ ،‬عافية‬

                                                                             ‫راحة بال ووساد حتى يرفع‬
                                                                                      ‫إنسان رأسه يرعب‬

                                                                                ‫يجرف اطمئنان الموت على‬
                                                                                                ‫“مروى»‬

                                                                               ‫في حقبة الستينيات صارت‬
                                                                          ‫الأفريقانية معنًى دائ ًرا في الشعر‬

                                                                              ‫السوداني‪ ..‬يتخطفه الشعراء‬
                                                                              ‫حينًا‪ ..‬ويحوله كتاب القصة‬
                                                                              ‫إلى مغزى عمي ٍق عن الصراع‬
                                                                          ‫الحضاري وجدل الهوية‪ ،‬موسم‬
                                                                         ‫الهجرة الى الشمال‪ ..‬الطيب صالح‬
                                                                             ‫أنموذ ًجا‪“ :‬كانت عكسي تحن‬
                                                                           ‫الى مناخات استوائية وشموس‬

                                                                                 ‫قاسية وآفاق أرجوانية‪..‬‬
                                                                              ‫وأنا جنوب يحن إلى الشمال‬
   264   265   266   267   268   269   270   271   272   273   274