Page 264 - merit 52
P. 264

‫العـدد ‪52‬‬                                           ‫‪262‬‬

                                                                                          ‫أبريل ‪٢٠٢3‬‬  ‫أسماء عبد العزيز‬
                                                                                                      ‫مصطفى‬
‫«موظفة الخزينة»‪..‬‬
      ‫وتفاهة الشر‬

    ‫الموظف العمومي‪ ،‬وأن الموظف‬           ‫وأصل في الوقت المناسب‪ ،‬لكن‬        ‫بسرعة من خلال طريق‬                 ‫أهرول‬
‫العمومي «مش شغال عندهم»‪ ،‬مع‬            ‫وبما أن الرياح تأتي دائ ًما بما لا‬     ‫الكلية الطويل للحاق‬
‫تكرار عبارات السب واللعن لقدرها‬      ‫تشتهى السفن‪ ،‬كانت هناك طوابير‬            ‫بشباك الخزينة قبل‬
‫البائس بأن تتحمل العمل بمفردها‬
 ‫لعدم وجود موظف مساعد معها‪،‬‬             ‫طويلة أمام الخزينة تسببت في‬        ‫ميعاد إغلاقه‪ ،‬إنها المرة‬
                                     ‫تشاحن أغلب الجمهور مع الموظفة‬         ‫الثالثة التي يفوتني فيها‬
    ‫ومع اقترابي أكثر من الشباك‬
 ‫تستمر الموظفة في الوصول لطبقة‬           ‫وتعكير صفو مزاجها‪ ،‬لأعرف‬           ‫تسديد الرسوم بسبب‬
                                        ‫حينها ماذا كانت تقصد زميلتي‬          ‫«موظفة الخزينة»‪ ،‬في‬
   ‫صوتية أعلى وتصدح بالصوت‬           ‫«بالصوت الحياني»! عندما سمعت‬            ‫المرة الأولى فاتني السداد بسبب‬
 ‫الحياني أكثر فأكثر‪ ،‬حتى وصلت‬           ‫صوت موظفة الخزينة وأنا على‬            ‫ُبعد المسافة للوصول إلى خزينة‬
                                     ‫بعد مائة متر (وهو طول الطابور)‬           ‫الكلية‪ ،‬ومع أن الساعة كانت لم‬
   ‫لطبقة «سبرانوا» كما في الأوبرا‬                                             ‫تتجاوز العاشرة صبا ًحا إلا أني‬
‫الإيطالية‪ ،‬وتنذر الأفراد في الطابور‬         ‫تصرخ في العملاء –إن جاز‬         ‫تفاجأت بعد الوصول للشباك بأن‬
                                      ‫التعبير‪ -‬بأنهم لا يراعون ظروف‬         ‫موظفة الخزينة ذهبت في مأمورية‬
   ‫بأن الساعة المحددة للإغلاق قد‬
    ‫حلت‪ ،‬لتغلق الشباك الحديدي‬                                                     ‫للتوريد إلى البنك‪ ،‬وبما أنها‬
   ‫أمام الجمهور المحبط من طول‬                                               ‫الوحيدة المسؤولة عن الخزينة ولا‬
 ‫الانتظار دون جدوى‪ ،‬أما في المرة‬                                           ‫يوجد موظف آخر يحل محلها‪ ،‬فلا‬
   ‫الثالثة فقد عزمت على ألا أفوت‬                                            ‫بد للتسليم بالأمر والعودة في يوم‬
  ‫فرصة السداد في الخزينة مهما‬
 ‫كان الأمر‪ ،‬ولم يمنعنى مانع من‬                                                ‫آخر‪ ،‬وفي اليوم الثاني ولتفادي‬
   ‫السداد‪ ،‬لا موظفة الخزينة ولا‬                                                ‫تكرار ما حدث في اليوم الأول‬
     ‫دولاب العمل الحكومي الذي‬                                               ‫اتصلت بإحدى الموظفات في نفس‬
                                                                               ‫الدور لأتأكد من وجود موظفة‬
      ‫تسبب في وجودها بمفردها‬                                                 ‫الخزينة‪ ،‬فأكدت لي أنها موجودة‬
   ‫كمسؤولة عن الخزينة‪ ،‬ولا أي‬                                               ‫و»صوتها حياني في الدور كله!»‪،‬‬
    ‫عائق آخر‪ ،‬وكم كنت في غاية‬                                               ‫لأتحرك سري ًعا بأتوبيس الجامعة‬

     ‫السعادة عندما وقعت عيناي‬
   259   260   261   262   263   264   265   266   267   268   269