Page 171 - merit 53
P. 171

‫تجديد الخطاب ‪1 6 9‬‬

‫حامد عبد الصمد‬  ‫برتولت بريشت‬                        ‫أمبرتو إيكو‬           ‫جابر موضوع هذا التحقيق‪.‬‬
                                                                          ‫كانت بداية معرفتي بشريف‬
    ‫عنصرية تجاه من لا يرتادون‬      ‫الأخيرة‪ ،‬وفي إحدى محاضرات‬               ‫في صيف ‪ 2016‬حيث كن ُت‬
   ‫مسجد الجامعة لتشد يد القدر‬       ‫الفصل الدراسي الثاني بعنوان‬         ‫أرافق أمي أثناء جلسات العلاج‬
                                   ‫«العادات والتقاليد في المجتمعات‬
              ‫شريف من لسانه‪:‬‬                                                ‫الكيميائي وشاهدت فيديو‬
 ‫«طب حضرتك ممكن واحد يكون‬             ‫المختلفة» هاجم رئيس القسم‬       ‫قصي ًرا ج ًّدا له‪ ،‬يتحدث فيه وسط‬
 ‫مبيصليش وقاعد بره الجامع في‬      ‫السابق المثليين واتهمهم بالمرض‬     ‫مجموعة من الشباب والفتيات عن‬
 ‫محاضرة وأفضل مليون مرة من‬
                                                   ‫النفسي قائ ًل‪:‬‬        ‫الأسباب التي دفعته للتصريح‬
   ‫الإنسان اللي بيصلي‪ ،‬في مليون‬   ‫«في المجتمعات التانية مث ًل تبص‬        ‫بما يشغله‪ ،‬وأعجبني وضوح‬
    ‫واحد تسمع عنهم في الأخبار‪،‬‬    ‫تلاقي الواد ينام مع الواد عادي‪،‬‬       ‫أفكاره وترتيبها‪ ،‬حتى شاهد ُت‬
  ‫شيخ بيغتصب بنات وبيتحرش‬        ‫والبت تنام مع البت عادي‪ ،‬وطب ًعا‬    ‫الحلقة كاملة‪ ،‬وبعدها رح ُت أبحث‬
 ‫ببنات وبيتحرش بعيال صغيرة‪،‬‬      ‫دول لو في دولة مسلمة كنا زماننا‬        ‫عنه عله يمتلك منصة‪ ،‬وبالفعل‬
                                                                      ‫اشترك ُت بقناة اليوتيوب الخاصة‬
     ‫يعني العملية مالهاش علاقة‬           ‫علقناهم في ميدان عام!»‪.‬‬       ‫به وكان وقتها عدد الفيديوهات‬
                       ‫بالدين»!‬  ‫تجرأ شريف في طلب مصادر من‬              ‫عليها لا يتجاوز أصابع الكفين‪،‬‬
                                                                       ‫وسهر ُت على المحتوى فأكلته في‬
‫حتى قامت القيامة عليه من يومها‬       ‫الأستاذ على كلامه مداف ًعا عن‬      ‫ليلة واحدة‪ ،‬وأكثر ما لفتني هو‬
 ‫وحتى تاريخ نشر هذا المقال ولم‬       ‫هذه الفئة وهو يؤكد أن المثلية‬     ‫جرأة الأطروحات وتنوعها بعين‬
‫تقعد‪ ،‬وهاج طوفان الغضب ضده‬           ‫محض توجه جنسي وليست‬               ‫ناقدة اجتماعية مستبصرة رغم‬
                                 ‫مر ًضا نفسيًّا حسب أهم المنظمات‬       ‫صغر عمره آنذاك؛ كما اكتشفت‬
    ‫ولم يرتجع ولو للحظة‪ ،‬نصب‬      ‫الطبية العالمية‪ ،‬وأنها تنشأ نتيجة‬   ‫برحلة بحثي لاح ًقا أنه ك ِش َيم كل‬
    ‫شراك معتبر للفتى للتنكيل به‬    ‫لعملية تفاعل معقدة بين العديد‬        ‫من لديه عقل يفكر «حدانا»‪ ،‬أن‬
 ‫وتفريق دماء مستقبله بين أروقة‬    ‫من العوامل الجينية والبيولوجية‬         ‫له صولات وجولات مع الأمن‬
 ‫الحرم الجامعي لجعله عبر ًة لكل‬     ‫والاجتماعية والنفسية‪ ،‬وبنفس‬
  ‫من يحاول استخدام عقله‪ ،‬حيث‬                                               ‫الوطني والجامعة والمجتمع‬
‫قام بعض من الطلاب بالاتحاد مع‬          ‫الأسبوع أبدى أحد المعيدين‬                            ‫والناس!‬

                                                                         ‫ملامح ومفاتيح‬

                                                                          ‫أتم شريف جابر ثلاثين عا ًما‬
                                                                       ‫بالعاشر من فبراير الفائت‪ ،‬وهو‬
                                                                       ‫من مواليد محافظة الإسماعيلية‬
                                                                        ‫«عروس القنال»‪ ،‬وكان من بين‬

                                                                          ‫أوائل القسم الأدبي بالثانوية‬
                                                                          ‫العامة على مستوى المحافظة‬
                                                                        ‫عام ‪ ،2010‬بعدها التحق بقسم‬
                                                                         ‫الاجتماع بكلية الآداب جامعة‬
                                                                      ‫السويس وكان‪ ،‬أي ًضا من الأوائل‬
                                                                     ‫حتى ح َّل الأول على دفعته بالفصل‬
                                                                       ‫الدارسي الأول بالسنة الدراسية‬
   166   167   168   169   170   171   172   173   174   175   176