Page 170 - merit 53
P. 170

‫العـدد ‪53‬‬                            ‫‪168‬‬

                                   ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬

                                       ‫دينا الحمامي‬

     ‫خّلوا بينه وبين الناس‪..‬‬
   ‫الصراع الديني والمجتمعي‬
‫الذي ُفِر َض على «شريف جابر»!‬

 ‫للسيادة الإسلامية واعتنق أهلها‬            ‫أن هذا لم يتوفر بصورته‬        ‫زالت عبارة (خلُّوا بيني‬‫ما‬
‫الإسلام برضاهم أو اتقا ًء لنيران‬      ‫الشمولية إلا للديانة الإسلامية‬     ‫وبين الناس) من أشهر‬
‫الضرائب أو إيثا ًرا للسلامة‪ ،‬ولكن‬                                         ‫العبارات التي يتناقلها‬
                                         ‫ومعتنقيها‪ ،‬بالأراضي التي‬         ‫المسلمون حتى اليوم عن معاناة‬
   ‫بطرق مختلفة وحيل دستورية‬         ‫خضعت للسيطرة الإسلامية منذ‬
      ‫متنوعة‪ ،‬على سبيل المثال لا‬                                            ‫نبي الإسلام ببداية دعوته في‬
                                      ‫صدر الإسلام وحتى انتشاره‬             ‫أوساط مكة‪ ،‬حيث يستشهدون‬
  ‫الحصر من يراجع المادة الأولى‬     ‫وعصور ازدهاره‪ ،‬فلم نسمع يو ًما‬           ‫بها عن ضرورة حق الفرد في‬
‫والثانية للدستور المصري والذي‬                                               ‫إقرار مصيره الإيماني وحرية‬
                                      ‫بحرية التبشير المسيحي ‪-‬رغم‬         ‫المعتقد تطبيقا للنص القرآني «قل‬
   ‫هو من المفترض دستور لدولة‬           ‫كونه ديانة سماوية باعتراف‬         ‫يا أيها الناس قد جاءكم الحق من‬
   ‫مدنية‪ ،‬يعلم علم اليقين السبب‬                                            ‫ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي‬
    ‫وراء تردي الحريات في دولة‬        ‫المسلمين‪ -‬بالمعنى الكامل لكلمة‬     ‫لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها‬
‫ظاهرها مدني وباطنها يغلب عليه‬       ‫تبشير‪ ،‬بالعكس‪ ،‬عقب الفتوحات‬            ‫وما أنا عليكم بوكيل» (يونس‪:‬‬
  ‫الفاشية الدينية‪ ،‬لدرجة ملاحقة‬    ‫الإسلامية فرضت عليهم ضريبتا‬
  ‫كل من تسول له نفسه أن يغرد‬        ‫الخراج والجزية‪ ،‬غير أنهم منعوا‬           ‫‪ )108‬وغيرها من النصوص‬
   ‫خارج السرب ويشارك الناس‬                                               ‫القرآنية التي تكفل حرية المعتقد‪،‬‬
 ‫تغريده بتهمة ازدراء «الإسلام»‪،‬‬       ‫من أي حركات تبشيرية داخل‬
  ‫ولعل من أبرز هذه الأسماء هو‬      ‫أراضي الدولة الإسلامية‪ ،‬وهذا في‬         ‫ولكن بمراجعة التاريخ بالقليل‬
 ‫اليوتيوبر والناقد الديني شريف‬                                              ‫من التدقيق والموضوعية نجد‬
                                        ‫أكثر الفترات لينا ورف ًقا بهم‪.‬‬
                                    ‫امتدت هذه التحكمات حتى يومنا‬
                                    ‫هذا في كل الأراضي التي امتثلت‬
   165   166   167   168   169   170   171   172   173   174   175