Page 173 - merit 53
P. 173

‫تجديد الخطاب ‪1 7 1‬‬

‫عبد الله رشدي‬  ‫الشيخ الشعراوي‬                    ‫أبو إسحق الحويني‬       ‫صحح مذهبهم فهو كافر لأنه‬
                                                                       ‫مكذب لقوله تعالى‪( :‬ومن يبتغ‬
     ‫وائل غنيم بفيديو هيستيري‬             ‫الجمعي المتحرش بطبعه‪.‬‬       ‫غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه‬
   ‫يدعم فيه معتقده ضد الدكتور‬                                        ‫وهو في الآخرة من الخاسرين)»‪.‬‬
 ‫خالد منتصر قائ ًل وهو يتمطوح‬     ‫الهوس الديني ومحاربة‬
 ‫ويتمايل‪ :‬بقى معتقد بقاله ‪1400‬‬        ‫طواحين الهواء‬                                ‫(آل عمران‪)85 :‬‬
  ‫سنة ممكن يتهز من كلام خالد‬                                         ‫بالقليل من البحث يمكن التوصل‬
                                       ‫ترفض الفاشية الدينية النقد‬
         ‫منتصر! هز يا خالد هز!‬          ‫وتعتبره خيانة‪ ،‬فمنذ صدر‬        ‫لنتيجة بأن كل من شرد خارج‬
   ‫العجيب في مغالطة رجل القش‬           ‫الإسلام لم يسمح يو ًما بنقد‬     ‫الجماعة‪ ،‬حتى من لم يتعرضوا‬
   ‫هنا في أن وائل يجهل نصوص‬              ‫القرآن أو الرسول‪ ،‬ويمكن‬
 ‫كتابه المقدس الذي يقر بكفر أهل‬        ‫الرجوع لمصير عصماء بنت‬           ‫لصلب الشريعة الإسلامية أو‬
  ‫الكتاب‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك فما‬    ‫مروان وكعب ابن الأشرف وابن‬          ‫التطرق لجوهر معتقدها كجابر‬
 ‫زال المعتقد المسيحي راس ًخا وفي‬       ‫خطل كاستدلال على دقة هذا‬      ‫بن حيان وابن الهيثم وابن سينا‪،‬‬
    ‫توسع منذ أكثر من ألفي عام‬         ‫الملمح‪ ،‬منذ زمن ليس بالبعيد‬    ‫ا ُّتهموا بالكفر الصريح‪ ،‬وتعددت‬
‫وبعدد معتنقين يقدر بحوالى ‪%33‬‬           ‫صدر حكم بعزل الدكتورة‬           ‫الأسباب والتهمة دائ ًما واحدة‬
  ‫من سكان الكرة الأرضية‪ ،‬بينما‬     ‫الجامعية منى البرنس على خلفية‬     ‫وجاهزة‪ ،‬في العصر الحديث تعج‬
                                   ‫ذكرها لسردية أخرى عن إبليس‬         ‫المجتمعات الإسلامية ‪-‬وخاصة‬
     ‫يقل عدد المسلمين عن ‪!%25‬‬         ‫بقدس أقداس الجامعة‪ ،‬وذلك‬       ‫المجتمع المصري البائس‪ -‬بالكثير‬
      ‫هدف رائع يا وائل‪ ،‬لكنه في‬     ‫بحيثيات عبثية مفادها أن حرية‬     ‫من الأمثلة التي ُك ِّفرت وطوردت‬
                                  ‫الاعتقاد مكفولة طالما ظلت حبيسة‬       ‫وقتلت‪ ،‬ولنا في نجيب محفوظ‬
                        ‫مرمانا!‬   ‫في النفس! قبلها بفترة قريبة خرج‬     ‫ونوال السعداوي وسيد القمني‬
‫ُتمارس مثل هذه الهيستريا ولكن‬        ‫علينا الناشط السياسي السابق‬     ‫وفرج فودة ونصر حامد أبو زيد‬
‫بصورة أكثر نظامية عندما ينشر‬                                           ‫ومؤخ ًرا إبراهيم عيسى وخالد‬
                                                                      ‫منتصر وفاطمة ناعوت وإسلام‬
    ‫شريف جابر أي جديد‪ ،‬سواء‬                                          ‫البحيري وأمينة عبد الله وهشام‬
   ‫في صفحته على الفيس بوك أو‬
                                                                          ‫المصري وشريف جابر نعم‬
                                                                     ‫المثال‪ ،‬كل هؤلاء استبيحوا تما ًما‬

                                                                       ‫ماد ًّيا ومعنو ًّيا وقضائيًّا لمجرد‬
                                                                      ‫الجهر بما يعتقدون به‪ ،‬أو حتى‬
                                                                      ‫اتخاذ منهج حياة مختلف‪ ،‬وهذا‬
                                                                    ‫يرجعنا للملمحين السابع والثامن‬
                                                                      ‫للفاشية الدينية كما أقر الأستاذ‬
                                                                       ‫حامد‪ ،‬فالفاشية الدينية عمو ًما‬

                                                                        ‫والإسلامية خصو ًصا ترفض‬
                                                                       ‫أساليب الحياة المختلفة وتعتبر‬
                                                                     ‫الحرية انحلا ًل‪ ،‬ويمكننا الرجوع‬
                                                                    ‫لنظرة الإسلام للمثليين والعلاقات‬
                                                                    ‫بدون زواج وحدود هذين الأمرين‬
                                                                    ‫به‪ ،‬ناهيك عن العقوبات والقوانين‬
                                                                    ‫المجهزة في عصرنا الحالي لكل من‬
                                                                    ‫يتنفس على هوى ضد هوى العقل‬
   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177   178