Page 175 - merit 53
P. 175

‫‪173‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

‫التطور كإرادة‬                        ‫استنا ًدا إلى الحديث النبوي‪« :‬يا‬    ‫قبل ملايين السنين في كثير من‬
                                   ‫معشر الشباب! من استطاع منكم‬          ‫الثدييات وقليل من الطيور وعدد‬
 ‫فيما يخص التطور‪ ،‬أنجز شريف‬                                            ‫نادر من الزواحف‪ ،‬وفسرت كيفية‬
     ‫جابر العديد من الفيديوهات‬       ‫الباءة فليتزوج ومن لم يستطع‬        ‫ممارسة هذه الكائنات للاستمناء‬
                                                  ‫فعليه بالصيام»‪.‬‬        ‫لتصل لمتعتها بطرق عدة أبرزها‬
  ‫التي تتناول شرح مغالطات مثل‬                                            ‫حك المناطق التناسلية بالصخور‬
  ‫هل الإنسان كان بالأصل قر ًدا؟‬     ‫وماذا عن النساء يا رسول الله!‬      ‫أو الجدران‪ ،‬فيما تستخدم ثدييات‬
                                          ‫ماذا عن الفتيات الفقيرات‬
     ‫وخرافة أسطورة آدم وحواء‬                                              ‫المحيطات زعانفها لممارسة هذا‬
‫وتعارضها التام مع رأي المنظمات‬       ‫مريضات الفشل الكلوي المزمن‬             ‫السلوك‪ ،‬إلى أن نصل للقردة‬
                                    ‫واللائي لا يستطعن الصيام ولا‬           ‫العليا التي تستخدم أيديهم في‬
  ‫العلمية التي ترفض قصة الخلق‬
  ‫من بابها‪ ،‬وترى أن وجود قصة‬             ‫الزواج وهن كثيرات للعلم!‬        ‫هذه الممارسة‪ ،‬كما سجل العلماء‬
                                       ‫أليس من حقهن التصرف في‬             ‫عدم ثبوت أي دور سلبي لهذا‬
     ‫الخلق بتفاصيلها المعروفة في‬    ‫أجسادهن على الأقل بشكل ذاتي‬          ‫السلوك سواء من ناحية التكاثر‬
     ‫كتابك المقدس ليس دلي ًل على‬      ‫بدون وجود رجل! أم نتركهن‬
     ‫حدوثها‪ ،‬كما تناول تعارض‬       ‫للقاء الله وليس مه ًّما أن يتزوجن‬   ‫أو الوضع الصحي إلا لو مورست‬
   ‫الدين مع العلم وأنهما رغم كل‬         ‫أو حتى أن يخضعن لغسيل‬          ‫بإفراط أو عنف‪ ،‬بل ث ُبت علميًّا أن‬
  ‫تلفيقات وترقيعات بعض رجال‬        ‫ال ُكلى‪ ،‬كما أقر إمام الدعاة الشيخ‬   ‫المداومة المنتظمة على هذا السلوك‬
‫الدين للوي عنق النصوص‪ ،‬يعتبرا‬        ‫الشعراوي في تسعينيات القرن‬
     ‫محض خطين لن يلتقيا أب ًدا‪،‬‬     ‫الماضي في تصريح شهير سمعه‬               ‫في البشر تعطي فرصة أكبر‬
 ‫خاصة مع تنوع الجنس البشري‬           ‫عموم شعوب الأمة الإسلامية!‬          ‫لتجديد خلايا الحيوانات المنوية‪،‬‬
 ‫الرهيب والذي يستحيل أن يكون‬          ‫وما زالوا بالمناسبة بمن فيهم‬       ‫بالعودة لشريف جابر نجده قد‬
    ‫قد نشأ من تزاوج ذكر وأنثى‬       ‫مرضى الفشل الكلوي يدافعون‬            ‫طرح نفس الأمر بخريف ‪2015‬‬
  ‫وحيدين‪ ،‬وأضيف أنا أن القصة‬        ‫عنه‪ ،‬يتعاطفون مع كل ما صدر‬
     ‫كلها محض حدوتة سومرية‬         ‫منه حتى لو كان رصا ًصا موج ًها‬           ‫مسترس ًل في فوائد الممارسة‬
  ‫استعانت بها المجتمعات البدوية‬       ‫لصدورهم وتحري ًضا شعبو ًّيا‬      ‫الرشيدة لهذ السلوك «لمرتين كحد‬
  ‫تأسي ًسا للذكورية ولعلو الرجل‪،‬‬
    ‫ولأن المرأة كائن أقل منه خلق‬          ‫مقيتًا على دفنهم بالحياة‪.‬‬        ‫أقصى يوميًّا»‪ ،‬حيث تسهم في‬
  ‫من ضلعه وتسبب في طرده من‬                                                ‫تقليل فرص الإصابة بسرطان‬
  ‫الجنة‪ ،‬كما تناول تعريف الحياة‬
 ‫وف ًقا لوكالة ناسا «نظام كيميائي‬                                            ‫البروستاتا بالنسبة للرجال‬
     ‫قائم بذاته وقادر على التطور‬                                           ‫وتقليص فرص الإصابة بعنق‬
                                                                         ‫الرحم بالنسبة للسيدات‪ ،‬بجانب‬
                    ‫الدارويني»‪.‬‬                                        ‫كونها تدريبًا على العملية الجنسية‬
     ‫بمتابعة تجربة شريف جابر‬                                             ‫لإكساب عضلات منطقة الجهاز‬
  ‫عن كثب‪ ،‬يمكنك استخلاص أنه‬                                               ‫التناسلي المرونة‪ ،‬وهو ما أكدته‬
   ‫أفضل دليل على التطور الواعي‬
 ‫الإرادي الحر‪ ،‬بداية من شجاعته‬                                               ‫الطبيبة والباحثة الموسوعية‬
                                                                          ‫دكتورة علياء جاد مشددة على‬
       ‫في الاعتراف بأنه لا يمتلك‬                                       ‫أنها شي طبيعي ج ًّدا ولا يجب أن‬
  ‫الرأي الصحيح على طول الخط‪،‬‬                                           ‫نسمح للآخر أب ًدا أن يجعلنا نشعر‬
                                                                          ‫بالذنب أو كراهية النفس حيال‬
     ‫وبالعودة إلى فيديو الصراع‬
 ‫العربي الإسرائيلي ورأيه القريب‬                                                  ‫إحساسنا بهذه الفطرة‪.‬‬
  ‫الذي صرح به على صفحته على‬                                            ‫لو أردنا أن نعود لحكم الاستمناء‬

                                                                          ‫في الإسلام فيرى ابن تيمية أن‬
                                                                        ‫الأصل في العادة السرية التحريم‬
   170   171   172   173   174   175   176   177   178   179   180