Page 280 - merit 53
P. 280

‫مجموعة شعرية واحدة‪ ،‬ولكنها‬                                ‫العـدد ‪53‬‬                           ‫‪278‬‬
      ‫استطاعت عبرها أن تخترق‬
      ‫الشعر ويخترقها‪ ،‬أن تقوله‬                                               ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬   ‫يتصل بالمرأة المثقفة ووضعيتها‬
                                                                                          ‫الإشكالية‪ ،‬يتجلى ذلك من خلال‬
  ‫ويقولها‪ ،‬أدركت أن «ال ِشعر كما‬        ‫الأزياء بيد واحدة»‪ ..‬سامية‬
    ‫ال َشعر‪ ،‬من يد إلى يد يموت»‪.‬‬                    ‫ساسي‪ .‬تقول‪:‬‬                             ‫الأسى الذي يغزو نصوصها‬
                                                                                             ‫ويلفها بغلالة شفافة توحي‬
‫فأكلت «كل تلك الجدران وغادرت‬               ‫طويلة القامة كصفصافة‪،‬‬                             ‫بمأساة المرأة العربية وبكرة‬
     ‫البيت»‪ ،‬كانت «عارضة أزياء‬         ‫يمكنني أن أزحف على بطني‪،‬‬                             ‫«ثقوبها» النفسية الوجودية‪،‬‬
                                        ‫أن أكسر أظافري في شقوق‬
‫مقطوعة الأطراف» تسعى إلى خلق‬                                                                   ‫ولكنها رغم ذلك تستجمع‬
  ‫أطرافها بنفسها‪ .‬كانت «أربعون‬                            ‫الجدران‬                       ‫«محاراتها» و»قواريرها» وتحاول‬
   ‫عا ًما بشركة في حلقها وتغني»‪،‬‬       ‫حين أخضر وحيدة على عتبة‬
 ‫كانت «أرملة كنخلة‪ ،‬تغير جلدها‪،‬‬                                                              ‫الوقوف صامدة أمام الريح‬
    ‫ولا تموت واقفة مرتين»‪ ،‬فلم‬                              ‫الموانئ‬                       ‫بجانب الشمس «تلك المرأة التي‬
                                         ‫أنا‪ ،‬الصلعاء التي تغني على‬
‫تلتفت وراءها‪ ،‬وصنعت نصها من‬                                                                                     ‫تدمع»‪.‬‬
   ‫طين جسدها ونسيج حاضرها‬                         ‫الأرصفة القاحلة‪،‬‬
        ‫وأطياف خيالاتها وذاتها‪.‬‬      ‫يمكنني أن أقبل الله حين أصلي‪،‬‬                        ‫سامية ساسي تكتب‬
     ‫كانت سامية ساسي شاعرة‬           ‫أن أنزف من عيني حين أعطش‬                             ‫قصيدة النثر التيمة‬
    ‫حقيقية بوجه واحد ورقصات‬
   ‫عديدة‪ ،‬بروح اختزلت أرواحنا‪،‬‬             ‫وأنجب عميا ًنا وشحاذين‬                               ‫يقوم هذا النمط على كلمة‬
 ‫بنص كتبته وكتبها‪ ،‬فالتفت إليها‬                         ‫يغفرون لي‬                           ‫مولدة‪ ،‬كل النص ينطلق منها‬
                                                               ‫أنا‪،‬‬                       ‫ويعود إليها‪ ،‬فهي بمثابة الكلمة‬
‫الشعر‪ ،‬ألقت تحيتها إليه ثم رحلت‬                                                           ‫المغناطيس‪ ،‬أو هي أشبه بمثلث‬
 ‫عنه وعنا‪ ،‬وذاك لعمري من شيم‬            ‫عارضة أزيائي‪ ،‬هنا‪ ،‬مبتورة‬                           ‫برمودة تستقطب كل عناصر‬
‫الشعراء العظماء الذين يستنزفون‬                ‫الأطراف كصفصافة‪،‬‬                             ‫النص وتمتصها وتصهرها في‬
‫ذواتهم شع ًرا وسح ًرا ثم يرحلون‬              ‫يمكنني‪ ،‬أن أقطع يدي‬                           ‫بوتقتها الإشعاعية الإشراقية‪،‬‬
                          ‫باك ًرا‬                                                           ‫مثل كلمة «إسفنجة» في نص‬
                                     ‫لأجل شاعر بيد واحدة‪ ،‬أراد في‬                        ‫«الشعر ثقب في جسدي»‪ ،‬وكلمة‬
                                                     ‫نهاية العرض‬                        ‫«صفصافة» في نص «أنا عارضة‬
                                                        ‫أن يصفق»‬

                                    ‫شاعرة الديوان الواحد‬

                                   ‫سامية ساسي شاعرة لم تترك إلا‬
   275   276   277   278   279   280   281   282   283   284   285