Page 281 - merit 53
P. 281

‫‪279‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫تأبين‬

                                           ‫سامية ساسي‬

                                                           ‫(تونس)‬

                   ‫سنفكر في ُطر ٍق أخرى‬
                                    ‫للمشي‬

 ‫ِفل ُم الليلة‪ ،‬أبطا ُله مائيو َن‪ ،‬يزحفون على بطونهم‬                                            ‫تقولين أح ُّب َك مشيًا‪ ،‬فأتعثَّ ُر‪ ،‬وتضحكي َن‪.‬‬
                 ‫حتى يصلوا إلي ِك‪ ،‬فتتبعي َن ُهم‪.‬‬                                            ‫أجل‬  ‫من‬  ‫وأتعثَّ ُر‬  ‫أتعثَّر‬  ‫تمشين‪،‬‬  ‫لا‬  ‫الآن‪ ،‬وأنت‬
                                                                                                                                         ‫ضحك ٍة‪.‬‬
‫أعل ُم أن ِك تفسدين الفرج َة كل ليل ٍة بتقليد خطوا ِت‬                                                 ‫سنف ِّكر في ُطر ٍق أخرى للمشي إذن‪.‬‬
                    ‫الممثلي َن‪ ،‬نحو نهاي ٍة أخرى‪.‬‬                                            ‫لا تطئي الأر َض‪ ،‬ضعي قدمي ِك فوق قدمي‪،‬‬

‫ُقدبلِّيلن ايلنإولىم‪،‬موسأ َدضلِّع ُكالأرلجِمليلأ ِكد بعق َدسهم أَّي‪.‬ك‪.‬ث َر‪ ،‬ولا أعل ُم ل َم‬                                            ‫وسأمشي‬
                                  ‫تضحكين!‬
                                                                                             ‫بك أو أراقصك «التانغو»‪ ،‬حتى تتوازن الأر ُض‬
                                ‫ثم لا تنامي َن‪.‬‬                                                                            ‫أو تسق َط‪ ،‬وتضحكي َن‪.‬‬
                          ‫أعلم أن ِك لا تنامين‪.‬‬
     ‫على جنبي الأيمن أخفي وجهي بين كتفي ِك‪،‬‬                                                             ‫أعلم أ َّن العثرا ِت تجعلك تضحكي َن‪.‬‬
‫لا تري َن دموعي‪ ،‬ولا أرى كيف تك ُتم وساد ٌة كل‬                                               ‫تسسنلُّك ِقته ُاب معا قصائ َد أفقي ًة أكث َر‪ ،‬لن تحتاجي إلى‬

                                ‫تلك الع َّضا ِت‪.‬‬                                                           ‫والتدحر َج إلى سفوحها حافي ًة‪.‬‬
     ‫ونرى‪ ،‬كيف يقعي جب ٌل من شدة الوقو ِف‪.‬‬                                                        ‫وكما تحبِّين‪ ،‬ستقرئين شع ًرا على بطن ِك‪،‬‬
 ‫لا يمكن لرج ٍل مثلي أن يكون بكل هذه القسو ِة‪،‬‬                                                     ‫ولن أتعثَّ َر وأنت تؤرجحين رجلي ِك أعلى‪.‬‬
                                                                                              ‫سنختار روايا ٍت حجار ُتها أق ُّل‪ ،‬وكلما تغيرت‬
          ‫كأن يقول لامرأ ٍة تخطو بين شاربيه‪:‬‬
                         ‫سأحمل ِك على ظهري‪.‬‬                                                                         ‫عتبا ُتها وتعثَّر كات ُبها‪،‬‬
                                  ‫كأن يقول‪:‬‬                                                                                      ‫تن ِّطي َن‪.‬‬

          ‫سأج ُّر ل ِك البح َر زاح ًفا حتى فراش ِك‪.‬‬                                                          ‫يا الله‪ ،‬كم تضحك ِك العثرا ُت!‬
 ‫كأن أقف أمام ِك كل صبا ٍح وأبدأ يومي بخطو ٍة‬
                                                                                                  ‫لم أخبِر ِك قبل اليوم كم أح ُّب هزا ِت رجليك‬
                ‫نحو ِك وخطو ٍة نحوي لا تص ُل‪،‬‬                                                                   ‫المتواتر َة‪ ،‬حين تتو َّترين من‬
                          ‫وأقول‪ :‬أحب ِك مشيًا‪.‬‬
                                                                                                          ‫موسيقى «الجاز» في غرفة المكت ِب‪.‬‬
              ‫سنلعب لعب ًة إذن‪ ،‬وستضحكي َن‪.‬‬                                                  ‫ولم أخبر ِك كم أكر ُه أ َّنا ِت «أم كلثوم» في العاشرة‬
                  ‫نف ِّكر في طرق أخرى للمش ِي‬
                             ‫ومن يتعثَّ ُر أ َّو ًل‪،‬‬                                             ‫لي ًل‪ ،‬حين تستكيني َن وتظ ُّل خطوتي وحيد ًة‪.‬‬

           ‫يحم ُل الثاني على ظهر ِه‪ ،‬بقي َة ال ُعم ِر‪.‬‬
   276   277   278   279   280   281   282   283   284   285   286