Page 114 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 114

‫من ناحية أخرى واستم ار اًر لتأكيد تغيي اًر الرؤى في ممارسات الفن التشكيلي جاءت‬
      ‫المدرسة التكعيبية لتدعو إلى فكرة تفكيك العنصر إلى مكوناته الأولية وإعادة‬

‫صياغته على أساس يحرره من بدايته الأولى ســـــا المستدعى إلى استخدام خامات‬
‫أخرى غير خامات التصوير التقليدية فشاهدنا في الأعمال الفنية قطعاً من الأقمشة‬

    ‫وورق الج ارئد والمجلات وبعض النقابات وذلك عند صياغة الأشكال مع إضافة‬
‫خطوط وألوان قوية تحيط بتلك المكونات الفنية ‪ ،‬وسميت هذه الم ارحل في التكعيبية‬

                                ‫بالتركيبية والتلصيقية أو التجميعية أو التوليفية‪.‬‬

   ‫من جانب آخر ظهرت الدادا كحركة فنية تنعم بمقدار كبير من الحرية في تناول‬
‫بنية الفن في رفض تام لكل ما هو تقليدي ‪ ،‬منها ظهرت المدرسة المستقبلية التي‬
 ‫استحدثت في أعمال بعد يضاف إلى الطول والعرض والعمق والحركة والزمن ‪ ،‬كل‬

     ‫ذلك ساعد من قدرة القائمين على تدريس التربية الفنية التعامل بقدر أكبر من‬
           ‫الحرية عند انتقاء الموضوعات والتعبير عنها واستخدام الخامات بج أرة‪.‬‬

   ‫تميز القرن العشرين بانفتاح نسق التعبير الفني وتداخل مجالات التشكيل فيه ‪،‬‬
       ‫وقد ساعد على ذلك ما حققه العلم من مقومات كانت بداياتها عند أديسون‬

   ‫وماركوني مما أذهل الناس باندهاشهم لما تحقق فالأول أنار الظلمة بكشفه عن‬
      ‫الكهرباء واستحداثه للمصباح الكهربي ‪ ،‬والثاني ربط الناس بعضهم ببعض ‪،‬‬
      ‫واستمر نهر العلم منهمرة حتى اللحظة ‪ ،‬وظهرت اور علماء باسم العلم رغم‬

    ‫العقبات الصغيرة التي تضمها فهذا عصر الطاقة وذلك عصر المعلومات وثالث‬
  ‫عصر المالي‪ ،‬كل هذه التحولات الأساسية ساعدت الفنان على أن ينطلق البحث‬
 ‫لنفسه عن مخارج جديدة ليقدم فنون جديدة تعايش هذه التطو ارت العلمية وتساهم‬

                              ‫في تجميل تطبيقاتها وتستفيد من أجهزتها الجديدة‪.‬‬

‫لقد جاء النصف الثاني من القرن العشرين محملاً بخلاصة النمو الحادث في تنوع‬
    ‫مدارس الفن واتجاهاته وحركاته التي تأسست على فلسفات تهدف جميعها إلى‬

                                                      ‫‪101‬‬
   109   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119