Page 115 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 115

‫تحقيق مساهمة الفن في حياة الناس مما حدا بالتربية الفنية أن تجعل التعبير أد ار‬
     ‫كياً يشترك فيه كل من الص والتفكير خاصة من ظهور الد ارسات التي تحقق‬

  ‫الإبداعية العلم وإبداعية الفن وإبداعية الإنسان ‪ ،‬وكان ذلك منطلقاً من المفهوم‬
‫الجديد للفن الذي يؤكده "برونوفسكي" أن ما يدفع المصورين والنحاتين إبداعاً إلى‬

   ‫العمل الفني هو البحث عن التنظيم الأساسي للطبيعة سعياً و ارء النظام الكامن‬
                                                   ‫تحت السطح (‪.)۱۹۹۹:۱۱‬‬

    ‫لعل من أكثر المدارس التي سعت التربية الفنية على تحقيق أهدافها سواء في‬
    ‫ممارسات التشكيل المجسم بخامات مختلفة أو في مجال الأشكال الفنية والتي‬
     ‫تمارس فيه أعمال الفن بحرية ‪ ،‬كانت مدرسة فن التجميع والتي يتعامل فيها‬
    ‫الفنان مع الخامات التي لها كيان بالفعل غني بالمعاني والت اربطات مع بعضها‬
  ‫البعض ‪ ،‬بالإضافة إلى أنه لا يعتمد على عملية التحويل الكلي للخامات ‪ ،‬ولكن‬

            ‫يتمثل في تركيب مضمون رمزي وتعبيري جديد لتلك الخامات والأشكال‬
                                                                ‫(‪.)۱۹۹۱:۱۲‬‬

  ‫كذلك خرجت اتجاهات أخري تنتمي الي الفن التجميعي ‪ ،‬ومنها "فن البوب ارت "‬
       ‫الذي يتعامل مع البيئة والأحداث‪ ،‬ومن التجهيز في الف ارغ الذي يعتمد على‬

   ‫مجموعة من العناصر لإنشاء العمل الفنى كالمكان والجمهور والبيئة والف ارغ و‬
                          ‫الوقت وعلاقة المشاهد بالعمل الفنى المنشأ في الف ارغ‪.‬‬

‫لقد اهتزت فكرة الثبات والرسوخ للأشياء بعد أن حقق الإنسان عملية غزو الفضاء‬
   ‫والنزول على سطح القمر في العقد السادس من القرن العشرين ‪ ،‬فالتعامل مع‬
   ‫الجاذبية الأرضية أعيد النظر فيه ‪ ،‬والتعامل مع العالم الواحد أعيد النظر فيه ‪،‬‬

 ‫فتنوعت مصادر الرؤية الإبداعية ومداخلها ‪ ،‬وأخذ الفنان يفكر فيما و ارء الطبيعة‬
‫من قوى وقوانين ‪ ،‬وما هو لا مــادي الخت ارق كل ما هو مألوف ‪ ،‬كما أثرت الدرجة‬
‫العالية للتحكم في الإنتاج المناعي تأثي اًر ملحوظاً على الفنانين ‪ ،‬فأمدتهم الصناعة‬

                                                     ‫‪102‬‬
   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120