Page 117 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 117

‫الفنية في النهارية‪ .‬أما التعديل التعبيري للعمل الفني فهو كما قال كاندنسكي" أن‬
‫يحرر الفنان نفسه من الموضوع المادي المسمى لأنه يحول بينه وبين التعبير عن‬

 ‫نفسه بالوسائل التصويرية الخالصة وحدها وقد أكد هذا القول الفيلسون "سنتيانا"‬
  ‫بقوله في كل تعبير فني يمكننا أن نميز حديــن الأول الموضوع المفروض بالفعل‬
  ‫وهو الصورة أو الشيء المعبر به ‪ ،‬والثاني الموضوع الموحى به والفكرة اللاحقة‬
‫والإنفعال أو الصورة المثارة والشئ المعبر عنه وهذين الحدين مندمجان في الذهن‬
 ‫وقد ساعد ذلك الفنان على الانطلاق من داخل الأتيليه أو حجرة عمله إلى الخارج‬

                                        ‫الرحيب للتعبير عن الذات وعن الآخرين‪.‬‬

   ‫ويأتي التعديل القيمي متمماً الثلاثية التعديل التشكيلي فممارسة الفن تبحث في‬
‫النهاية عن قيمة أو مجموعة قيم فنية تحقق للمتفوق مقدار من التفاعل والانفعال‬

      ‫وال ارحة النفسية والتوافق مع الذات وعلى الرغم من أن قيم الفن لم تتغير في‬
   ‫مفاهيمها إلا أن دلالاتها الناتجة عن تغيير شكل الموضوع وتعديل قواعد البناء‬
‫هي التي عملت على هذا التغيير ‪ ،‬وما الات ازن ‪ ، Balance‬والإيقاع ‪، Rhythm‬‬

       ‫والانسجام ‪ ، Harmony‬إلا مجموعة القيم التي يبحث كل فنان في رموزه‬
 ‫التعبيرية وعناصره الفنية عن معادل فني في بنية عمله الفني فكل لوحة أو شكل‬
   ‫مجسم أو جداريه هي بحث في كانت تعبي اًر بأشكال تجريدية غير مألوفة ‪ .‬القيم‬

     ‫الفنية سواء كانت عملاً فنياً يبحث في التعبير بأشكال واقعية مألوفة‪ ،‬أو عند‬
                                                             ‫جمهرة المتذوقين‪.‬‬

     ‫من هذا المنطق المفتوح لبنية العمل الفني في العصر الحديث خرجت مدارس‬
‫واتجاهات الفن الحديث ‪ ،‬ذلك الفن الذي يبحث في معادلات جديدة تساير معادلات‬
 ‫التطور البشري في كافة صور التطور الحضاري ‪ ،‬ومن هنا انطلق الفن وانفرجت‬

   ‫إبداعية الفنان مما ساعد على ظهور نماذج عديدة في الكم والكيف ‪ ،‬فمدارس‬
     ‫الفن تعدت الثلاثين مدرسة فنية تحققت عن طريق كم من الأعمال لا يعد ولا‬

                                                      ‫‪104‬‬
   112   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122