Page 122 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 122

‫اما أهل علم النفس فقد انصب اهتمامهم على منهجية القياس النفي لكل القد ارت‬
                      ‫العقلية وعلى أرسها الذكاء ‪ ،‬والعمليات العقلية العليا ومنها‬

                                                                       ‫الإبداع‪.‬‬

    ‫بينما مصمموا المناهج ورجال التطبيق التربوي من مديرين ومعلمين ‪ ،‬النصب‬
 ‫اهتمامهم على تقديم المواد التعليمية في صورة تنسق مع الد ارسات النفسية التي‬
   ‫كانت تدور حول الملكات العقلية وعمليات الإد ارك البسيط إلى المعقد والمركب ‪،‬‬

      ‫ومن القديم إلى المستحدث‪ .‬وكيف ينتقل الطفل المتعلم في عملية التعلم من‬
   ‫السهل إلى الصعب ‪ ،‬ومن وبما أن التلميذ متلقي للمعلومات والمعارف ‪ ،‬فواجب‬
 ‫عليه استقبالها وحفظها واخت ارنها في مخازن الذاكرة ‪ ،‬واعادتها عندما تطلب منه‬
   ‫‪ ،‬اذن فالمعلم هو مركز ثقل العملية التعليمية وهو حجر ال ازوية في هذه العملية‬
  ‫لأنه حامل المعرفة وموصلها إلى المتعلمين ‪ ،‬وما التربية التي تقدم في المدرسة‬

     ‫الأنسق يجعل من المدرسة مؤسسة للتأديب وتعليم أصول السلوك الاجتماعي‬
    ‫واحت ارم العادات والتقاليد وقواعد وأنظمة وقوانين المجتمع ‪ ،‬فالتربية تعمل على‬
     ‫تعليم النظام بكل صور التعليم الحازمة ‪ ،‬وقد ظل هذا الطور يعمل منذ إنشاء‬
   ‫المدرسة كمؤسسة نظامية لتعليم العامة منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى‬

                                                ‫الربع الأول من القرن العشرين‪.‬‬

                            ‫الطور الثاني ‪ :‬اجتماعيات التربية ‪:‬‬

‫في هذا الطور انتقل مركز الثقل فيه من البحث في الطفل ذاته إلى بحث الطفل في‬
 ‫بيئته من منطلق أن الطفل كائن اجتماعي متفاعل يتأثر ويؤثر ويتفاعل مع كل ما‬

                                                  ‫يحيطه في البيئة من مكونات‪.‬‬

       ‫من هنا ظهر الاهتمام بما يسمى بالتوظيف الاجتماعي للتربية ‪ ،‬وقد اعتبر‬
    ‫الموقف التعليمي أو التدريسي داخل الفصل تفاعلاً اجتماعياً ‪ ،‬فحجرة الد ارسة‬

                                                      ‫‪109‬‬
   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127