Page 123 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 123
تمثل موقفاً حياتياً مليئاً بالأحداث والنشاط والحركة من كل الذين بداخلها ،المعلم
والمتعلمون ،ومن هنا كان الاهتمام بالطبقات الاجتماعية وعلاقتها بالتنشئة
والتثقيف والح ارك الاجتماعي داخل الطبقات ،فقد نظر إلى التعليم باعتباره أداة
للح ارك الاجتماعي والاقتصادي.
كل ذلك ساعد على ظهور د ارسات تعني بتأثير المؤسسات الاجتماعية على
شخصية الطفل ونموه وتحصيله مثل تأثير الأسرة والاتجاهات الوالدية وتأثير
جماعة الرفاق على نمو الطفل ،وتضخم دور التربية الذي بات يعمل ليس فقط نقل
الثقافة والت ارث ،وإنما المساهمة في التغير الاجتماعي وتسهيله.
لقد تعدد دور المدرسة كأداة للتعليم والتربية والتغيير ،وكذلك كأداة للضبط
الاجتماعي ،وقد ساعد هذا التيار في التأكيد على أهمية د ارسة المتغي ارت
المجتمعية وتأثيرها في العملية التعليمية.
على الرغم من كل هذا التغي ارت في وظيفة المدرسة التي عملت إلى تأكيد العلاقة
بين التربية والمجتمع ،إلا أن التلميذ في المدرسة لا ازل متلقياً للمعلومات
والخب ارت ،وليس مشاركاً أو مبتك اًر لو صانعاً فيها ،وقد ظل ذلك التيار سائداً حتى
منتصف الخمسينات من القرن العشرين.
110