Page 127 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 127

‫عملية أساسية لفهم الحاضر وإدارة "أزمانه (‪١٩٨٣:١٤‬م ‪ ،‬وقد دعى توفر إلى‬
   ‫تغيير جذري في أهداف التعليم ومضامينه لكي يتعلم الإنسان كيف يفكر وليس‬

                                   ‫فيما يفكر أى كيف يتعامل مع التغير السريع‪.‬‬

       ‫وعملية التحويل التي تخص الإنسان ‪ ،‬عملية جاءت من خدمة التكنولوجيا‬
 ‫للإنسان التي أعطته فرصة عظيمة ليتعامل مع المعرفة تعاملاً متصلاً في تفرع ‪،‬‬
‫وقد أكد "توفر " ذلك بقوله " في العالم التكنولوجي الجديد سوف تتعامل الآلات مع‬

                   ‫المواد ‪ ،‬بينما يقتصر تعامل الإنسان مع المعلومات والأفكار "‪.‬‬

     ‫إن مضمون التعليم لم يعد فهم الماضي وتحليل عناصر الحاضر ‪ ،‬ولكن فهم‬
‫وتحديد سرعة اتجاه التغير ‪ ،‬ومن هنا فالمسئولية تقع على عاتق التربية في تعليم‬
 ‫الأطفال كيف يفكرون وكيف يتأملون وكيف يتصورون ‪ ،‬كيف ينمون قدرة الكيف‬
‫مع التغير ‪ ،‬وكيف يؤثرون في اتجاهات التغير ‪ ،‬وقد تلاقي هذا ما قول الفيلسوف‬

 ‫" هويتهد "من قيمة التقدم تتمثل في أن نحافظ على الانضباط في أثناء التغيير ‪،‬‬
                                    ‫وأن نحافظ على التغيير في أثناء الانضباط‪.‬‬

   ‫إن التربية للإبداع تسعى إلى أن يتعلم التلميذ ممارسة التفكير والبحث والإبداع‬
    ‫القائم على الملاحظة والوعي والربط بين الممكنات في سياقها البنائي الأوسع‬
     ‫والتي تقتضي توظيف المعلومات في تحليل البدائل والاحتمالات ‪ ،‬ومزج العلم‬

                        ‫بالخيال وصولاً إلى ضبط التغير والسيطرة عليه وتوجيهه‪.‬‬

       ‫لقد جاء التحول أيضاً من الد ارسات التي تمت حول ماهية الإبداع وأشكاله‬
  ‫وملامحه والتي بدأت من القرن الثاني عشر ‪ ،‬وتلخصت أسس البحث فيها فيما‬
  ‫قدمه "جيلفورد" في منتصف الخمسينيات من القرن العشرين ومعه مجموعة من‬
   ‫الباحثين المتميزين الذين أكدوا على أهمية تنمية الإبداع عند الأطفال في السن‬

                                  ‫المبكرة تحت عوامل وظروف مشروطة الضبط‪.‬‬

                                                     ‫‪114‬‬
   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131   132