Page 128 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 128

‫إن ما قدمه العلم الحديث من إبداعات تؤكد العلاقة بين العقل والإبداع يعد أحد‬
   ‫الدوافع للتربية الإبداعية‪ ،‬فالعقل مبدع بطبيعية ‪ ،‬وإذا انقطع العقل عن الإبداع‬
     ‫فلن يكون عقلاً ‪ ،‬وأن كل إنسان مبدع بطبيعته إذا ما تخلص من الخوف من‬

              ‫التفكير ‪ ،‬وإذا ما وجد في بيئة تربوية غير تسلطية (‪۱۹۹۲:۱۳‬م)‪.‬‬
‫إن المتتبع للم ارحل التي عاشتها التربية الفنية الحديثة يجدها قد عايشت في سبيل‬

  ‫تقدمها هذه الأطوار الأربعة حتى أن مرحلتها الأخيرة ما ازلت تسير الفكر التربوي‬
    ‫العالمي الذي يسعى لأن تكون التربية للإبداع‪ ،‬وهو الأمر الذي خاضت التربية‬

  ‫الفنية فيه معترك التحقيق ربما قبل أن ينطلق هذا التيار في التربية ذاتها ‪ ،‬فلقد‬
     ‫اعتمدت التربية الفنية منذ منتصف القرن العشرين على تفرد التلميذ في أداء‬
   ‫أعمل الفن سواء ما كان منها مرتبط بالأشكال ثنائية الأبعاد أو تلك التي تعتمد‬
                                                            ‫على ثلاثية الأبعاد‪.‬‬

                             ‫المصدر الثالث‪ :‬الأصول الفلسفية‪:‬‬

 ‫اشتقت التربية الفنية في العصر الحديث مصدرها الفلسفي من تلك الفلسفات التي‬
 ‫كانت تحقق دو اًر فاعلاً للفن تربية الإنسان وإعداده الإعداد الذي يستلزم نسقاً من‬

     ‫التنشئة الصحيحة‪ ،‬واصل المتتبع للم ارحل التي تم عرضها سابقاً يجد أن هذه‬
                                      ‫الفلسفات ظهرت جلية منذ المرحلة الأولى‪.‬‬

                                               ‫الفلسفة المثالية‬

                                                      ‫‪115‬‬
   123   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133